مقطع يتناول الكاتب إحدى القصص الواردة في الأحاديث النبوية الشريفة؛ فيذكر أنه كان هناك رجل صالح اسمه (الخضر) وفي أحد الأيام أراد الذهاب إلى المدينة القريبة منه، ولما وصل إليها وأخذ يسير في السوق، إذ به يبصر رجلاً فقيراً يمد يده للناس يتسوّل، وهو يقول: تصدقوا علي، بارك الله فيكم. وما إن أرى المسكين الرجل الصالح حتى اقترب منه وقال له: تصدق علي، بارك الله فيك. فأجابه: والله ما عندي شيء أعطيك. فقال له المسكين: أسألك بوجه الله أن تتصدق علي، إني نظرت إلى وجهك فرأيت الخير فيه، ورجوت عندك البركة. فقال الرجل الصالح: والله ما عندي شيء أرفعه إليك إلا أن تأخذني إلى السوق فتبيعني. فقال المسكين: أتهزأ بي؟ وكيف يكون ذلك؟ فأجابه الرجل الصالح: نعم، إني صادق فيما أقول لقد سألتني لوجه ربي قم فبعني وخذ ثمني لتنتفع به. وهكذا ما كان من المسكين إلا أن باع الرجل الصالح، وذهب المشتري بالرجل الصالح ليعمل عنده خادماً، وكان رجلا كريما طيب الأخلاق، فقال له الرجل الصالح: إنك قد اشتريتني حتى أقوم على خدمتك؛ فأوصني بعمل أعمله لك. فقال له سيده: إني أكره أن أشق عليك فأنت شيخ كبير. فأجابه الرجل الصالح: لا، ليس يشق علي فأنا الحمد لله رغم كبر سني ذو قوة. فقال له سيده: انقل الحجارة، وإياك أن تتعب نفسك. وكانت الحجارة كثيرة وأخذ ينقلها بهمة ونشاط، وعندما عاد سيده وجده قد نقلها كلها، وتعجّب من أمره فقال له: ما كنت أظنك تقدر عليها. فقال: هذا من فضل ربي. ومرت الأيام وأراد صاحب البيت أن يسافر إلى بلاد بعيدة؛ فأوصى الرجل الصالح بأن يعتني بأهله وبيته حتى يعود، فقال له الرجل الصالح: أوصني بعمل آخر أعمله حتى تعود. فقال سيده: إني أكره أن أشق عليك. ولما عاد وجده قد أكمل بناء جدار في المنزل فسُرّ من ذلك، وقال له: أسألك بوجه الله -عز وجل- أن تخبرني عن أمرك. فقال الرجل الصالح: سألتني بوجه الله، وهذا هو السؤال الذي أوقعني بالعبودية، وسأخبرك من أنا، أنا الخضر. فقال له سيده: أنت الخضر. فقال له: وإني أخبرك أنه من سُئل بوجه الله وهو يقدر أن يعطي، ولم يعطه يقف يوم القيامة وليس بوجهه جلد ولا لحم ولا دم إلا العظم. فقال له سيده: لقد أتعبتك، وأنت حر. فقال الخضر: الحمد لله الذي أوقعني ثم أخرجني منها. وهكذا عاد الخضر إلى قريته بفضل الله.
عنوان الكتاب
سمير بن عدنان الماضي


قصص من الحديث النبوي
القصص الدينية
قصص الأطفال