مقطع تحكي القصة أن كان "زكريا" عليه السلام كثير التردد على "مريم" العذراء لأنه كان كفيلا لها، وكان يجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف بالشتاء، وكان يتمنى من الله تعالى أن يرزقه ولدا صالحا لتقر به عينه، وكان دعاؤه خفيا وبعيدا عن الرياء، وقد قدم في دعائه كل ألوان التذلل والضعف لله تعالى، وقد عبّر زكريا عليه السلام بذكر شيب شعره وضعف جسده وكبر سن زوجته، كل ذلك ليستجيب الله دعاءه، واستجاب الله دعاء نبيه زكريا - عليه السلام - وبشّره عن طريق ملائكته بالمولود وزيادة فضل من الله أن اختار للمولود اسما لم يختره لأحد من قبل وهو "يحيى" عليه السلام الذي سيُحيي الله قلبه بالإيمان. وقد وصلت له البشرى وهو في محرابه وتحقق له ما كان يتمناه، فرح زكريا فرحا شديدا وتساءل: كيف سيولد له ولد وهو يعلم أن امرأته كبيرة في السن لم تحمل ولم تلد أبدا في حياتهما، فكيف ستحمل في كبرها؟ طلب زكريا من ربه أن يجعل له علامة حتى يطمئن قلبه فاستجاب الله لطلبه وأخبره أن علامة ذلك أنك لا تستطيع الكلام مع الناس ثلاثة أيام بلياليهن، وعندما كبر يحيى وبلغ السن التي يؤمر بها، جاء أمر ربه بأن يأخذ التوراة بكل قوة وحرص. تميز يحيى- عليه السلام - منذ صغره برجاحة العقل والحكمة وجعله الله تعالى ذا حنان ومحبة وشفقة على عباده، وذلك من أجل أن يدعوهم إلى طاعة ربهم سبحانه، وأيضا كان طاهراً من الذنوب ذكي النفس، وكان أيضا كوالده مسارعاً لعمل الخيرات، وكان في ذلكم الزمان ملك على دمشق يسمى "هداد" وكان له ابن قد تزوج بابنة أخيه "أريل" ملكة صيدا، وذات يوم حلف بطلاقها ثلاثاً، ثم أراد مراجعتها فاستفتى يحيى - عليه السلام – فقال: لا يحل لك ذلك، فحقدت عليه الملكة وطلبت من هداد رأس يحيى فأرسل إليه جنوده وهو قائم يصلي في المسجد وقطعوا رأسه ووضعوه على طبق وقدموه للملكة وكانت نتيجة ذلك أن سلط الله عليهم من يبديهم ويفنيهم.
عنوان الكتاب
خالدة حسن بركات


قصص الأنبياء المصورة
نبي الله زكريا
نبي الله يحيى
الأنبياء والرسل
المعجزات
القصص الدينية
قصص القرآن