مقطع تحكي القصة أنه في منطقة من مناطق الأردن، حيث كانت تسكن قبيلة كبيرة من قبائل العرب، وكان أهل تلك القبيلة يغشون الناس في البيع والشراء، فإذا باعوا الآخرين أنقصوا في الوزن، وإذا اشتروا من الآخرين طففوا الوزن وزادوا فيه، وكذلك كانوا يقطعون الطريق ويأخذون من الناس الضرائب والأموال ظلما، ثم زادوا في ظلمهم، إذ راحوا يعبدون شجرة عظيمة يطلق عليها الأيكة، بالإضافة إلى تعاملهم بالربا، ولما شاء الله لهم الهداية أرسل لهم منهم رجلا معروفا بأخلاقه الحميدة وهو "شعيب" عليه السلام، فدعاهم إلى توحيد الله ونبذ الشرك ووعظهم بأن يعودوا إلى طريق الصلاح، وحذرهم مما يفعلون، وأوتي شعيب عليه السلام عذوبة الحديث وبلاغة وفصاحة لا مثيل لها، حتى إنّ النبي "محمد" - صلى الله عليه وسلم - كان إذا ذكر شعيبا قال ذاك خطيب الأنبياء، واستخدم مع قومه كل أساليب الوعظ والترغيب والترهيب، وما كان منهم إلا أن تكبروا واستهزؤوا. صبر شعيب على الأذى وذكرهم بما حدث لقوم "لوط" وقوم عاد وقوم ثمود وقوم "نوح" على الأنبياء جميعا السلام، وحاول أن يفهمهم أن المال الحلال- ولو كان قليلا - خير من المال الحرام ولو كان كثيرا، فاتهمه قومه بأنه ساحر كذاب، ( وما أنت إلا بشر مثلنا وإن كنت صادقا فأتنا بعذاب الله ). نفد صبر نبي الله شعيب عليه السلام ودعا عليهم فاستجاب الله منه، وعند الصباح أحسوا أن الأرض ترتجف من تحتهم وزلزلوا زلزالا شديدا، وفوجئوا بصيحة عنيفة لا مثيل لها، ثم تلا ذلك كله حر شديد لا هواء معه، واستمر ذلك مدة سبعة أيام حتى إنه لم يعد ينفعهم معه ظل ولا جلوس تحت الأشجار، ولا دخول في السراديب، وكانت نتيجة العذاب أن ماتوا عن بكرة أبيهم، وأصبحت جثثهم هامدة، ونجى الله نبيه شعيباً عليه السلام ومن آمن معه.
عنوان الكتاب
خالدة حسن بركات


قصص الأنبياء المصورة
نبي الله شعيب
الأنبياء والرسل
المعجزات
قصص القرآن
القصص الدينية