مقطع في يوم من الأيام كان الجو جميلا ولطيفا، وكانت الحيوانات تلهو وتلعب في جميع أنحاء المدينة، وفي ذلك الوقت كان هناك حوت يمر من فوق المدينة البحرية ، والحوت يتنفس الهواء ولكنه يستطيع البقاء في الماء من خمس عشرة دقيقة إلى خمس وأربعين دقيقة . نظر الحوت إلى المدينة فأعجبه منظرها ، وفي أثناء صعوده إلى سطح البحر اصطدم ذيله بمساكن المدينة فسقطت المنازل وتحطمت. رأت السلحفاة الموقف وصاحت وبكيت على تهدم المنازل . وفي هذه الأثناء رد قنديل البحر على السلحفاة ليصبرها حتى لا تبكي، وقال : نحن نستطيع أن نبني المدينة مرة ثانية. اجتمع أهل المدينة، وبدأوا يفكرون ماذا يفعلون في هذه المشكلة؟! فقالت السمكة الحمراء سنتعاون جميعاً ونبني المنازل واحدا بعد الآخر، وفي أثناء الحديث سأل نجم البحر عن حصان البحر وبدأ الجميع يبحثون عنه، وعندما وجدوه سألته السلحفاة وقالت له : أين كنت؟ فقال : كنت أفكر في شكل بيتي الجديد، وقال : سوف أبني البيت بنفسي. حاولت الحيوانات إقناع حصان البحر بالتعاون معه ولكنه رفض. بدأ حصان البحر في البحث عن القواقع والأخشاب التي سوف يبني بها بيته فوجد سفينة قديمة وقرر أن يأخذ خشبها، ولكنه لم يستطع حمل هذه الأخشاب بمفرده، وبعد عدة ساعات استطاع حصان البحر جمع قطعتين من الخشب وقوقعة واحدة، في حين أن جيرانه استطاعوا أن يجمعوا جميع الأغراض اللازمة للبناء، ولكن حصان البحر أراد أن يقنع نفسه بأنه سيبني قصراً، وسيكون الأفضل في المدينة. وفي نهاية اليوم استطاع جيرانه بناء المخزن وجلسوا فيه طوال الليل يتمتعون بالدفء ، وكان ذلك بسبب ثمرة تعاونهم فيما بينهم . ولكن حصان البحر لم يستطع أن ينجز شيئا وقد تعب وأحس ببرودة الليل ، وفجأة رأى عيون الأخطبوط تلمع فازداد خوفاً ورعباً. وفي الصباح وجدت الحيوانات البحرية حصان البحر يرتعش من البرودة ؛ فأحضرت له الأغطية والطعام، وعندما أحس حصان البحر بالتحسن قالت له السمكة الحمراء : يجب علينا أن نتعاون فيما بيننا ؛ لأننا نعيش في مدينة واحدة، . وبالفعل قامت الحيوانات البحرية بمساعدة حصان البحر في بناء منزله الذي كان يحلم به، ثم قام حصان البحر بمساعدة أصحابه من الحيوانات في بناء بيوتهم.
عنوان الكتاب
إبراهيم حامد
مدحت عبد السميع


رمزي
حكايات من المدينة البحرية
قصص الأطفال