مقطع في يوم من الأيام ، كانت أم سعيد في المطبخ ؛ تعد طعام الغداء، وبينما هي تعمل، سمعت صوت سعيد يقترب منها؛ فالتفتت إليه، وإذا بسعيد يدخل المطبخ وهو يمشي على يديه، ورجلاه مرفوعتان عالياً؛ صرخت في وجهه قائلة: اخرج من هنا، هذا ليس مكان للعب ، لكنه لم يسمع الكلام، وواصل لعبه؛ حتى غضبت الأم ولحقته بالعصا، ففر سعيد هربا من أمه. وبعد ساعة رجع والد سعيد إلى البيت من العمل، فرأي سعيدا مربوطاً بالحبل في أحد أعمدة المنزل، فسأله: ما الخبر؟ فردت أم سعيد: لقد تكررت أفعال الشقاوة منه، ولا أعرف ماذا أفعل! فقام والد سعيد وفك رباطه وقال: إذا فعلت ذلك ثانية، فسوف أمنع عنك مصروفك اليومي. خرج سعيد إلى ساحة الحي، وتسلق عمود الإنارة، فمر به أحدهم وصرخ فيه ، وقال له : انزل، وإلا وقعت على رأسك، لكنه لم يسمع الكلام، وبدأ ينادي على الناس، ويستهزئ بهم ، فطارت فوق رأسه حمامة ؛فارتعد من الخوف، ونسي نفسه، وسقط على الأرض! تم نقله إلى المستشفى ـ وقد تكسرت عظامه ـ ووقفت أمه تبكي عليه، ووقف أبوه وأستاذه وهما في قمة الحزن! اقترح الأستاذ على الأب أن يشغل وقت فراغ سعيد بهواية يحبها، فقال الأب : سوف أجعل سعيد ينشغل بأمور السيارات؛ لأنه يحبها. وعندما خرج من المستشفى، قام سعيد بمساعدة والده في تصليح سيارته وتنظيفها. ولما كبر أصبح يمتلك أكبر ورشة لإصلاح السيارات.
عنوان الكتاب
أحمد جاسم
ياسر الحمد


واقعي
قصص الأطفال