مقطع كان في قديم الزمان ملك غريب الأطوار؛ إذ كان شغله الشاغل ، الاهتمام بالملابس والجمال؛ فذاع صيته في البلاد ولقب بإمبراطور الثياب ،حتى وقع الخبر على مسامع محتالين ؛ فقررا الاحتيال على الملك ! فأخذا ينشران الأقاويل حول براعتهما في صنع الأنسجة الجميلة. سمع الملك بهما فأرسل الوزير بالأموال ليصنعا له النسيج العجيب الذي تحدثا عنه وعن جماله ، وبأنه لا يمكن لأحد رؤيته سوى الذكي النبيه؛ لذلك تحمس الملك لهذا النسيج ؛ حتى يكشف عن كل ساذج وأبله في حاشيته ، وفي نفس الوقت ليرتدي أجمل نسيج للاحتفالات الكبيرة . كان الملك يرسل الأموال للمحتالين باستمرار، بينما كانا يضحكان على الملك الساذج، وكلما زار الوزير المحتالين لا يرى عند المتالين شيئاً ، لكنه يدعي عكس ذلك ؛ حتى لا يتهمه الناس بالغباء، وبعد فترة انتهى المحتالان من صنع النسيج الوهمي ـ كما يدعيان ـ فأرسلاه مع الوزير إلى الملك بعد أن أخذا الكثير من الأموال من الوزير وهربا خارج المدينة، فتوجه الوزير إلى الحائك وهو محتار في أمره فهو لا يرى النسيج العجيب ، لكنه رغم ذلك حمل وسادة فارغة وأعطاها الحائك ليخيط النسيج، كذلك ، فإن الحائك احتار في أمره ، لكنه خوفاً من الملك ادعى أنه خاط النسيج ، وتوجه إلى الملك يوم الاحتفال وألبسه الثوب، فخرج الملك ـ يصحبه الموكب ـ وسط حشد من الناس وهو عريان ! اضطرب الملك ، وعرف أنه على خطأ ، وعاد إلى قصره وأدرك أن الرجلين قد احتالا عليه ، وأن نصيحة الطفل كانت نصيحة حق وصدق وشجاعة عجز عنها الآخرون فأرسل له ولأهله الكثير من الهدايا.
عنوان الكتاب
إبراهيم عزوز


قصص الأطفال