مقطع كان لرجل أعمى كلب يساعده في أعماله ، ويمسك له العصا ويقوده . وفي يوم من الأيام خرج الرجل الأعمى و كلبه مع إشراقة شمس يوم جميل ، ثم وصلا إلى شجرة كبيرة بجوار قصر يسكنه رجل غني ، فجلس الأعمى في ظل الشجرة، وقال: أنا جوعان يا صديقي ، فالتفت الكلب حوله فلم يجد شيئاً ، فقرر أن يذهب إلى القصر، ويأخذ من الطعام ويعطيه. وكان صاحب القصر يأكل ، فجلس الكلب على الكرسي الذي أمامه ، ونظر إلى الطعام ، فعرف الرجل أنه يريد طعاماً ؛ فملأ الرجل الصحن للكلب وأعطاه إياه ، فأخذه الكلب وجرى به إلى صاحبه ، وأعطاه إياه . وعند الغروب صاح الأعمى: آه .. الدنيا برد! فتركه الكلب وجرى إلى القصر، وأخذ معطفاً قديماً ولبسه. ضحك الغني منه وقال : خذه وانصرف. لبس الأعمى المعطف وشعر بالدفء. وفي الليل قال الكلب : كيف أنام يا صديقي؟ ليس هنا فرش ولا غطاء! جرى الكلب إلى القصر مرة ثالثة ، ودخل حجرة النوم ،وكان الغني يرقد وحده على السرير ،فوقف الكلب أمام سرير آخر، وأراد أن يحمله ويخرج! فقال : آه ! فشعر الخدم بوجوده وأرادوا ضربه ؛ لكن الغني استيقظ ، وقال لهم : لا تضربوه ، واحملوا السرير وسيروا معه.. وعندما وصلوا إلى الخارج ، وجدوا الأعمى يجلس تحت الشجرة ويلبس المعطف؛ فتعجب الغني من هذا الكلب الذي يساعد هذا الرجل الأعمى ويعاونه على أعماله.. فقال : لا يكون الكلب أكثر شفقة مني ! وهكذا أخذ الغني الكلب وصاحبه.. وعاد بهما إلى قصره ، وعاشا معه في راحة وسرور. فما أجمل الخير! وما أجمل التعاون والمساعدة !
عنوان الكتاب
إبراهيم عزوز


مكتبة سمير للطفل
قصص الأطفال