مقطع يحكي أن هناك صبيا يتيما فقيرا ، أراد السفر لمدينة بعيدة؛ ليعمل بها أي شيء حتى يعيش مع أمه في سعادة ، فوافقت أمه على سفره ،على أن تجلس هي في قريتها حتى يرجع . وأثناء رحلته في الطريق دخل إلى غابة كبيرة وسمع صوت أنين امرأة؛ فتوجه نحوها ووجدها امرأة عجوزا ، فسألها عن سبب تواجدها وحيدة! لكنها لم تجبه، وسألته عن سبب مجيئه للغابة فأجاب : إنه يبحث عن عمل . ردت العجوز قائلة : العمل عندي. فاستغرب الصبي وسألها : هل تريدين أن أحملك ؟ فضحكت العجوز وأشارت إلى شجرة كبيرة مجوفة من الداخل وقالت : سوف تتسلق الشجرة وتنزل من الفتحة إلى داخلها ، وسترى ثلاث غرف: في الغرفة الأولى صندوق مليء بالفضة ، وعلى الصندوق يجلس كلب عينه بحجم الفنجان ، أنزله من مكانه وسوف تجد الفضة ، وخذ كل ما تستطيع حمله . أما الغرفة الثانية ستجد فيها صندوق ذهب وعليه كلب عينه بحجم الكوب ، فأخذ الولد الذهب والفضة وذهب إلى الغرفة الثالثة ووجد كلبا عيناه بحجم الرمانة يحرس صندوقا من الزجاج ، وهذا الصندوق تريده العجوز فقط ولا تريد الفضة والذهب ؛ لأن الصندوق الزجاجي هدية من جدة العجوز وهي تريده فقط . فأخذ الولد الذهب والفضة والصندوق الزجاجي وتسلق الشجرة، فطلبت العجوز من الشاب أن يرمي الصندوق لها ، فرد عليها أنه سوف ينكسر ، لكنها أصرت على ذلك ، وقد كان جالسا على جذع شجرة ولم ينزل ؛ لأن في الصندوق الزجاجي سراً ؛ فتعبت العجوز ونامت ، فنزل الشاب بهدوء وذهب بمجوهراته والصندوق الزجاجي إلى المدينة ، واشترى قصراً جميلاً وأحضر أمه وأسكنها معه وزرع الورد حول القصر . كان لون الورد أبيضا ، وعندما شاهد ملك المدينة القصر سأل المنجم عن سبب زرع الورد الأبيض ، فرد عليه أنه سوف يتزوج ابنتك فاستغرب الملك من كلام المنجم لأن ابنة الملك لا تعرفه ولا يعرفها ، فصرف الشاب حسن كل نقوده على القصر، وقرر أن يستخدم الصندوق الزجاجي وحاول أن يفتحه؛ فأخذ يفرك بالصندوق حتى انفتح وظهر الكلب وقال له شبيك لبيك أدمك بين يديك ؛ فأمره بإحضار الفتاة الجميلة وهي ابنة ملك المدينة وأحضر الكلب الفتاة ، وقد كانت نائمة ، فنظر الشاب إليها وأعجبته وأحبها ثم أعادها ، فعرف المنجم ذلك وأخبر الملك فغضب وشدد الحراسة على القصر ، واكتشفوا بعد ذلك بأنه يأخذها ليلاً والقوا القبض على الشاب ، وأدخلوه السجن ، ففكر في طريقة ليخرج بها من السجن فلم يستطيع، فرأى الصبيان يلعبون في الخارج ونادى عليهم ؛ ليأتوا بالصندوق الزجاجي من أمه في القصر وفعلاً أتوا بالصندوق الزجاجي؛ فنادى الحراس للشاب في يوم محاكمته في الإعدام ، وذهبوا به للملك ، فطلب منه أن يحقق أمنيته ، فرد الشاب قائلا : إن أمنيته هي استنشاق رائحة تراب مدينته الموجود في هذا الصندوق الزجاجي وفركه مرة واحدة ؛ فظهر كلب واحد ، وفرك مرة أخرى ؛ فظهر كلب ثان ومرة ثالثة ، فظهر كلب ثالث ؛ فخاف الناس وخاصة الملك من منظر الكلاب المرعب . وأصبح الشاب حسن ملكاً بدل من الملك العجوز الذي أراد أن يعتزل الحكم ويتفرغ حتى يتعلم زراعة الورد الأبيض.
عنوان الكتاب
إبراهيم بشمي


شعبي
كان يا ما كان – حكايات شعبية
قصص الأطفال