مقطع تدور أحداث هذه القصة حول أهمية العلم، ورحمة الإسلام، ففي أوروبا في العصور المظلمة، كان هناك فارس له مكانة كبيرة، أصابه مرض شديد وعندما أحضروا الطبيب ليعالجه طلب منهم أن يحضروا له شمعاً، ثم وضع الشمع على كل جانب من جانبي أنفه وسدهما فمات الفارس. فقد رأى الطبيب أن يموت ويستريح أفضل من أن يعيش وهو يتعذب. وكان هناك رجل مصاب (بدمل) برجله عندما أحضروا له الطبيب قرر أن يقطع رجله فطلب ممن حوله أن يحضروا له رجلاً قوياً وفأساً، وطلب من الرجل القوي أن يضرب رجل المريض بالفأس ليقطعها، ولكنها لم تنقطع وطلب منه أن يضربها مرة أخرى فمات المريض. وعندما ظهرت المستشفيات الأوروبية كانت مثلاً للقذارة فالمرضى كانوا يوضعون بجوار بعضهم، فالمريض بمرض بمعدي بجوار المريض بمرض غير معدي، والطعام كان سيئاً وقليلاً، والمكان قذر والهواء فاسد فالذين يموتون توضع جثثهم وسط المرضى فتفوح منها رائحة كريهة. أما في المستشفيات العربية كان المريض يستحم ويلبسونه ملابس نظيفة، وجميع الغرف يوجد بها الماء الجاري وتدفأ في أيام البرد، والطعام فاخر والذين يكونون في دورة النقاهة ينامون في قاعات خاصة. وتوفر لهم عناية خاصة حتى يشفون، والذين يغادرون يعطونهم ملابس جديدة ومبلغاً من المال حتى لا يضطرون للعمل مباشرة. وحكى أحد المرضى أن جاره بالمستشفى تظاهر بالمرض لكي يتمتع بالعناية والطعام الفاخر ولكن رئيس الأطباء اكتشف أمرة فأرسله إلى بيته. واحد النبلاء غير العرب كانت شهيته مفتوحة تظاهر بالمرض، وطلب أن يدخل المستشفى وعندما كشف عليه الطبيب اكتشف أنه بصحة جيدة، وأنه دخل من اجل الطعام، ولكن الطبيب المسلم حوله إلى قسم الأمراض الداخلية، وكتب له طعام فاخر وبعد ثلاث أيام قال له الطبيب بأنه قد تمتع بالضيافة لمدة ثلاثة أيام فأذهب بسلام الله. وفي عهد الخليفة المقتدر أخطأ أحد الأطباء في علاج بعض المرضى فأمر الخليفة بالتأكد من أن جميع الأطباء يحملون تصاريح للعمل، وأن يمتحن الطبيب في تخصصه للتأكد من براعته، وفي الحالات المستعصية يستدعى عدد من الأطباء، وكأن أكبر الأطباء يدير الجلسة أما أصغرهم يسجل المحضر، وفي العمليات الجراحية كان كل طبيب يقوم بعملية حسب تخصصه. مرضى الأعصاب في الطب الإسلامي كانوا يعاملون برحمة، أما في الطب الغربي في العصور الوسطى فقد كانوا يضعونهم في سجون مظلمة وتربط أيديهم وأرجلهم ويعزلون عن العالم الخارجي، ويعاملون معاملة سيئة. أما الإغريقيون فكانوا يسلمونه لأهله ليحبسوه عن العالم الخارجي، وفي أوربا كانوا يعاملون كمجرمين فيوضع بالسجن.
عنوان الكتاب
أحمد نجيب


قصص الأطفال