مقطع يتناول الكاتب إحدى القصص الواردة في الأحاديث النبوية الشريفة؛ فيذكر أنه كان هناك غلام مؤدب اسمه (محمد) في العاشرة من عمره، يحبه والده لأنه مطيع لهما، ومجتهد ومواظب على أداء الصلوات في المسجد. وقد كان في المسجد الذي يصلي فيه محمد مكتبة كبيرة مليئة بالكتب القيمة، فقد كان يشارك بقية إخوانه في كتابه اللوحات الحائطية، والعبارات الإرشادية، ويتم هذا تحت إرشاد أستاذهم عبد الحميد، ويجتمع محمد وزملاؤه في مكتبة المسجد كل يوم بعد صلاة المغرب، ويقص عليهم أحسن القصص. وفي أحد الأيام بعد أن انتهى محمد من صلاة المغرب خرج مع صديقه (سامر) نحو المكتبة، ولاحظ السماء ملبدة بالغيوم، وأخذت ترعد وتبرق؛ فأخذوا يرددون دعاء سماع الرعد، وأخذوا ينتظرون الأستاذ؛ فلما حضر سلّم عليهم، وجلس، وقال: لما سمعت صوت الرعد تذكرت قصة قصّها الرسول - صلى الله عليه وسلم - على أصحابه، وهي أنه كان هناك رجل يسير وحيدا في أرض، لا يكاد يسمع فيها صوتا، وإذا به يسمع صوتا غريبا ينطلق من سحابة يقول: اسق حديقة فلان. فوجئ الرجل من هذا الصوت المنطلق من السحابة، وأخذ يبحث عن الصوت لعلّه يرى أحداً، لكنه لم يكن هناك أحد، وزاد تعجبه حينما رأى السحاب يستجيب للأمر، ويجتمع ثم يفرغ ما به من ماء فوق الحرة؛ لينساب الماء ريا في اتجاه واحد، وأخذ هذا الرجل يسأل: من هذا الرجل؟ ولماذا تسقى حديقته بالذات؟ فاتجه نحو الحديقة، فإذا فيها رجل؛ فسلّم عليه، وسأله عن اسمه؛ فإذا به صاحب الاسم الذي سمعه في السحابة، وسأله الرجل: لماذا تسأل عن اسمي؛ فأخبره عن السحابة التي سمع منها الصوت، وقال له: ما سرّك؟ وما سر هذه الحديقة؟ فقال له: إنه يزرع أرضه؛ فإذا حصد ما يخرج منها قسمه ثلاثا، ثلث يتصدق به، وثلث يأكله هو وعياله، وثلث يرده في الأرض؛ فقال الرجل: الآن علمت السر، أحسنت وبارك الله فيك. ثم سأل الأستاذ عبد الحميد الأولاد، وقال: كيف يختص الله برحمته بعض الناس دون بعض؟ وأخذوا يتحدثون عن فائدة القصة.
عنوان الكتاب
سمير بن عدنان الماضي


القصص الدينية
قصص من الحديث النبوي
قصص الأطفال