مقطع تهدف هذه القصة إلى إبراز صورة حنان الأم على صغيرها، وتعليم صغيرها كيف يحب إخوته ليكونوا أسرة واحدة ومتماسكة. فتحكي عن الصغير "كوكو" الذي فتح عينيه البريئتين بعدما استيقظ من نومه، ونظر لضوء الشمس بانبهار، فبالأمس خرج من البيضة! وهذا الصباح هو أول صباح له في عمره؛ لذا شعر بأن كل شيء حوله غريب وعجيب! هنا انتبه "كوكو" إلى عدم وجود أمه بجانبه، فبحث هنا وهناك عن الحضن الحنون الذي احتمى به من برد الجو وحره، وهو ما يزال في بيته الأبيض الصغير.. بحث هنا وهناك عن أمه التي حمته من الأفعى الشريرة التي أرادت أن تلتهمه.. بحث هنا وهناك عن أمه التي لا يشعر بالسعادة إلا معها.. ولكن أين هي الآن؟! تعب "كوكو" من البحث عن أمه، فمشي بانكسار يبحث عن الصوت الجميل الذي كان يسمعه وهو ببيضته الصغيرة. وفجأة هبت نسمة هواء عليلة تنسمها الصغير وهو يقول بابتسام: ها هي أمي، الحمد لله الذي هداني لها. اقتربت الأم بلهفة لتحضن صغيرها وتطعمه وهي تقول: الحمد لله.. أخيراً، استيقظت من نومك يا صغيري. ضمت الأم صغيرها بسعادة لصدرها، وما كادت تفعل حتى اقترب ثلاثة كتاكيت منها واحتضنوها جميعاً. شعر "كوكو" بالغيرة من الكتاكيت التي تشاركه حب أمه، وانزوى وحيداً في أحد أركان العش وهو يبكي بحرقة؛ فقد شعر فجأة بأن الصدر الحنون الذي اشتاق إليه قبل أن يخرج من البيضة قد ضاع منه. تنبه "كوكو" لأمه وهي تُقبل رأسه، وتربت على ظهره قائلة: أعلم ما تشعر به يا صغيري، ولكن ألا تريد أن يكون لك أكثر من صدر حنون؟! فإخوتك هم أيضاً أحباؤك، فهم مثلي يحبونك، كما أنت مثلهم تُحبني.. هيا بنا يا صغيري لنكون معاً أسرة واحدة سعيدة يحب بعضنا بعضاً. شعر "كوكو" بالسعادة تدب في قلبه، فمشي وهو يجفف دموعه، وأحس بحب جديد يتدفق إليه باللعب مع إخوته، ووقتها، شعر بأن هناك قلوباً تحبه بجانب قلب أمه الحنون.
عنوان الكتاب
صبحي سليمان
أحمد عبد النعيم


مغامرات كوكو
قصص الأطفال