مقطع تنتمي قصة البقرة الصغيرة المرقطة إلى الجانب العلمي ، وتحتوي علما ومعرفة ، توجه هذه القصة للطفل بين الثامنة من عمره إلى الثانية عشرة ، كل قصة تحتوي على شخصياتها وأحداثها ومواقفها وتوجهات وآراء ومشاعر مختلفة ، تحتوي هذه القصة على أحداث دارت بين البقرة الكبيرة والبقرة الصغيرة والشيخ الوقور والصبي والفتاة ، تعيش هذه البقرة الصغيرة المرقطة مع أمها في حظيرة صغيرة ، كانت حياتهم هادئة ومستقرة والأعلاف متوافرة كل يوم، وأيضا الماء موجود كل يوم والهواء الطلق وصوت العصافير ، وكان يأتي لهم كل يوم مع شروق الشمس شيخ وقور وصبي أسمر نشيط وخدوم وفتاة كثيرة الابتسامة ، يأتي الشيخ ومعه إناء كبير يضعه بين ركبتيه ويذكر الله ويحلب الحليب من البقرة الكبيرة ، والصبي النشيط معه الأعلاف، والفتاة ذات الصوت الجميل تنشد أناشيد بصوتها الجميل وتشاهد الشيخ وهو يحلب الحليب. وفي يوم من الأيام سألت البقرة الصغيرة أمها لماذا يأخذ سكان الكوخ منك الحليب كل يوم؟ فأجابت لها: إن الحليب نعمة من الله ، والحليب مفيد للجسم والصحة ويساعد الإنسان على النمو السليم ، ويحتوي الحليب على مواد غذائية مغذية ومفيدة للجسم ، فهو يحتوي على الكالسيوم الذي يساعد على بناء العظام والأسنان ، ويحتوي على بروتينات ومعادن لها دور في صحة الجسم ومقاومة الأمراض ، وأيضا يحتوي على سكريات تمدهم بالطاقة والحيوية والنشاط ، وكان سكان الكوخ دائما يهتمون ويتفقدون البقرة في الحظيرة ويهتمون بهم في كل يوم يأتي الصبي ومعه الأعلاف والماء ليطعمهم ويسقيهم ، والفتاة تلاعبهم وتنشد لهم بصوتها الجميل العذب ، والشيخ الوقور يوجه الصبي في خدمة البقرة الصغيرة وأمها ويتعاونون في تنظيف الحظيرة ، وفي يوم من الأيام خرجوا خارج الحظيرة وشاهدوا السماء بحجمها الكبير ولونها الأزرق ، والأرض مبسوطة وأشكال الجبال ، كان المنظر جميلا ورائعا ومدهشا، وفي إحدى الليالي الباردة هطلت أمطار كثيرة وعواصف شديدة تهز أبواب الحظيرة، ونسمع صوتا مخيفا مزعجا ، وجاء في هذه الليلة الباردة الشيخ الوقور ومعه مطرقة والمسامير الحديدية وسراج ينور له في الظلام ، جاء الشيخ لكي يصلح باب الحظيرة ويغلقه لكي لا نسمع صوتا من الباب ، وفي تلك الليلة هدأت البقرة الصغيرة ونامت بهدوء واستقرار ، ويخطر في ذهن البقرة الصغيرة على أن تهديهم هدية تعبر عن محبتها لهم لأنهم أناس طيبون يحبونهم ويهتمون بهم ، فقالت لأمها: ما الهدية المناسبة لأهديهم إياها ؟ فأجابتها أمها: أنت أغلى هدية لهم فسوف يفرحون بك كثيرا، عندما تكبرين بعد عام إن شاء الله عندما تلدين مولودك الأول ويمتلئ ضرعك حليبا، ويأتون يحلبون منك الحليب مسرورين فرحين، ويصبح لديهم حليب ويشكرون الله على أن رزقهم بقرة حلوبا رائعة، وستعجبهم هذه الهدية كثيرا، ولا يملون من الحليب، فهم يشربون منه كل يوم ويصنعون من الحليب مشتقاته، فقالت البقرة الصغيرة ما هي مشتقات الحليب؟ فأجابتها يصنعون من الحليب أطعمة لذيذة ومفيدة مثل: الجبن والقشدة والزبادي والزبدة، وتمنت البقرة الصغيرة أن تكون مثل أمها بقرة حلوبا. مرت الأيام وكبرت البقرة الصغيرة المرقطة وأصبحت بقرة كبيرة مرقطة، ويحلبون منها الحليب في كل صباح، ويأخذون الحليب ويصنعون مشتقاته ويشربون الحليب، وسكان الكوخ فرحون ومسرورون يحمدون الله على هذه النعمة.
عنوان الكتاب
منال عبد العزيز محمد السالم


سلسلة الكتب الثقافية للأطفال
قصص الأطفال