مقطع تدور أحداث هذه القصة حول الاستعانة بالله، وتذكر ( موجة) التي تتحدث عن نفسها؛ فتقول: كنت موجة بحر، تحولت إلى بخار ماء، ثم إلى سحاب، وسقطت مع الأمطار والثلج على الأرض، وأصبحت جزءاً من نهر كبير، وتحولت إلى مياه نقية، ونزلت من حنفية في أحد البيوت وجزء مني غسلوا به بعض الملابس، وجزء مني سقوا به الزرع. فجمعت حولي بخار مائي الذي خرج من الغسيل، وبدأنا نصعد مع الهواء، وحاولنا أن نكون معاً واتفقنا على الالتقاء في المدينة الفضية في بيت صديقتنا تونة، وفجأة هبت من حولنا عاصفة شديدة أخذت تدفعنا بقوة، ورأيتها تقلع بعض الأشجار والأكواخ والبيوت الخشبية، وحاولت أن أتمسك بأجزاء جسمي، ولكن كثير منها تبعثر. وأخيراً هدأت العاصفة وصفا الجو، فبدأ بخار الماء الذي في بقايا جسمي يتحول إلى قطرات ماء وتحولنا إلى سحاب وسارت بنا الرياح من مكان إلى آخر حتى سقطنا على شكل أمطار وسرنا في الجداول والأدوية، واتصلنا بنهر كبير. وسار بنا النهر أياماً وليالي ثم رأيت من بعيد منظراً رائعاً أسعدني : رأيت البحر بأمواجه البيضاء ومياهه الزرقاء، واقتربنا منه، وألقيت فيه نفسي، وأخذت أتقلب وسط الأمواج، وقررت فوراً التوجه إلى المدينة الفضية لرؤية صديقتي، تونة ولكن قابلتني مشكلة كبيرة حيث أني لا أعرف أين تقع المدينة الفضية وأخذت أسأل الأمواج دون جدوى حتى تعبتُ، ولكني لم أياس وذكرت الله، فشعرت بسمكة ضخمة تخترق جسمي بقوة ثم تدور حولي بسرعة، ثم استقرت وأخذت تنظر إلي وإذا بها سمكة كبيرة من أسماك التونة فسألتها عن المدينة الفضية، فأجابت بأنها جدة تونة، ومن ثم أرشدتني إلى الطريق وسرنا مسافة طويلة، حتى وصلنا إلى المدينة الفضية، وقد كانت فرحتي كبيرة برؤية أصدقائي وحدثتهم بما رأيت فحمدوا لي بالسلامة. وبعد ذلك رأيت تونة شاردة وعند سؤالها عن سبب شرودها بينت أن كلامي هو السبب، ثم قامت وأحضرت كتاباً يحمل عنوان: (السفاح يهاجم كوكب الأرض.) والمقصود به التلوث الذي يقتل كل شيء حي. ويدمر المياه فلا يعود صالحاً للعيش فيه أو للشرب منه وذلك كل بسبب جهل الإنسان وتهوره، فالإنسان هو أكبر خطر وقبل أن تكمل تونة كلامها، تعالت الزغاريد والصياح خارجاً معلناً وصول جزء من ماء جسمي "لقد كانت فرحتي كبيرة لا توصف لي وسمك التونة في المدينة الفضية.
عنوان الكتاب
أحمد نجيب


مغامرات موجة بحر
قصص الأطفال