مقطع يتناول الكاتب إحدى القصص الواردة في الأحاديث النبوية الشريفة؛ فيذكر أن (صهيب) و(حسان) شقيقان مهذبان؛ صهيب في الثانية عشرة من عمره، أما حسان ففي العاشرة، وكانا محبوبان من الجميع؛ لأنهما كانا يسارعان إلى تقديم المساعدة لمن يحتاج إليها. وفي يوم من الأيام وبينما كانا عائدين من المدرسة، وإذا بقطة صغيرة قد حاصرتها السيارات، وهي لا تجرؤ على الحركة والسيارات تمر بجوارها مسرعة؛ فصاح حسان: انظر يا صهيب إلى تلك القطة المسكينة تكاد السيارات تدهسها. فقال صهيب: يا الله!! لابد أن أفعل شيئا لإنقاذها. وكان يوجد رجل شرطة عند زاوية الرصيف؛ فذهب صهيب وحسان إليه، وطلبا منه أن يوقف السيارات حتى ينقذا القطة، وبالفعل تم إنقاذها؛ فشكر الأخوان رجل المرور، وانطلقا إلى بيتهما يحملان القطة، ولما رأتهما أمهما قالت: ما لكم تأخرتم اليوم؟ وما بال هذه القطة؟ فأخبراها بالحكاية فسُرّت بصنيعهما، ودعت لهما أن يثيبهما الله كما أثاب صاحب الكلب اللاهث. فقالا: ومن هو صاحب الكلب اللاهث؟ فقالت الأم: هذه القصة قد قصها الرسول - صلى الله عليه وسلم - على أصحابه وهي أن رجلا كان مسافرا في الصحراء، وقد نفذ الماء الذي معه، واشتد عطشه فأخذ يبحث عن ماء يروي ظمأه، وإذا به يرى بئرا عميقة، فشمّر عن ثيابه، ونزل متوكلا على الله، وأخذ يهبط بحذر شديد خشية أن تنزلق قدمه حتى وصل إلى الماء، وشرب منه، ثم عاد يتسلق إلى الأعلى، وما كاد يخرج من البئر حتى فوجئ بكلب هزيل يلهث من شدة العطش؛ فأخذته الشفقة والرحمة به، وقال: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي، لابد أن أنزل وأسقيه ولكن ليس معي إناء. وخطرت بباله فكرة فنزل إلى البئر، وحين وصل إلى الماء نزع خفه وملأه بالماء، ثم حمله بفيه، وشد عليه بأسنانه وصعد إلى الأعلى. قدم الرجل الماء للكلب الذي انكب عليه بنهم شديد، وحين ارتوى أخذ يهز ذيله فرحا؛ فكافأ الله تعالى الرجل بأن غفر له، وأدخله الجنة.
عنوان الكتاب
سمير بن عدنان الماضي


قصص من الحديث النبوي
قصص الأطفال