مقطع تحكي القصة عن امرأة عجوز فقيرة لها ابنة اسمها (عروى) وكانت هذه الابنة دائما ترفض من يتقدم لخطبتها ، حتى امتنع الرجال عن التقدم لها نهائيا ففكرت أمها كثيرا في حل لهذه المشكلة فهي لا تريد أن تبقى ابنتها من غير زواج ، حتى توصلت إلى حيلة ، فقامت باقتراض بعض الحلي و المجوهرات و الثياب الفاخرة من جيرانها و اصطحبت ابنتها و تركتا مدينتيهما و سافرتا إلى مدينة أخرى كان يحكمها أمير ، فأرسلت إليه رسولا ليبلغه بوصولهما و رغبتهما بزيارته فرحب بهما ، فذهبت العجوز مع ابنتها وهما بكامل زينتيهما وبأفخر ثيابهما وقد تحليتا بالمجوهرات و الحلي إلى قصر الأمير فاستقبلهما بحرارة و رحب بهما و سألهما عن سبب زيارتهما ، فقالت له العجوز إنها هربت مع ابنتها من مدينتيهما و لجأت إليه ؛ لينقذهما و يقدم لهما الحماية , فسألها الأمير عن الذي تريد أن ينقذهما منه؟ فقالت له (أم عروى) إنها هربت مع ابنتها لأن أبناء عمومتها قد تقاتلوا من أجلها فكل واحد منهم يرغب بالزواج منها وهي محتارة إلى أي شخص تقدم ابنتها ؛ ففرت قبل أن تسيل الدماء بسببها ، ولحل هذه المشكلة فإنها ستزوجه ابنتها. ففرح الأمير بعثوره على فتاة جميلة ليتزوجها و أمر بأن يقدم (لعروي) و أمها بيتا جميلا ويقوم بخدمتهما الخدم و الحشم وبعد أن تزوجت (عروي) من الأمير رجعت أمها إلى مدينتها لتعيد المجوهرات و الحلي و الثياب التي استعارتها ، فسألها الناس عن ابنتها (عروي) فأجابتهم بأنها قد تزوجت بأمير فتعجبوا من ذلك ، ثم رجعت الأم إلى قصر ابنتها وقالت لها إنه يجب أن تبحث لها عن أب و إخوان حتى لا يظن الأمير بأنه ليس لديهم أهل فاستغربت (عروي) من كلام أمها و سألتها كيف تبحث لها عن أب و إخوان وهي تعلم أن أباها مات و ليس لها إخوان؟! فأجابتها الأم إنها سوف تجد لها أبا و إخوانا كما وجدت لها زوجا. وذهبت الأم تبحث عن أب و إخوان لابنتها ، وفي طريقها وجدت بيتا كبيرا ، ولما دخلت رأت عجوزا كبيرا في السن فسلمت عليه و سألته عن اسمه و نسبه و أصله و فصله وأولاده ، فأخبرها بكل ذلك و أن أولاده قد خرجوا للصيد ، فقامت بحمل الرجل العجوز إلى الخارج و أخفته بعيدا عن المنزل ثم عادت إلى البيت و تنكرت بملابسه و لحية مثل لحيته ، فنامت على سريره ، حتى عاد أولاده ، وعندما دخلوا المنزل ناداهم أبوهم المريض _ وهي أم عروي _ وأخبرهم أنه قد اشتد عليه المرض و يخاف أن يموت قبل أن يخبرهم عن السر الذي أخفاه عنهم وهو أنه قد تزوج قبل أمهم وله ابنة هي أختهم تعيش مع أمها في المدينة الخضراء ويجب أن يذهبوا و يسألوا عنهما ثم سكتت العجوز الماكرة عن الكلام ، وفي الليل عندما نام الأبناء تسللت إلى الخارج و أحضرت الرجل العجوز والذي كان قد مات من شدة البرد فوضعته في فراشه وعادت إلى ابنتها ، وفي الصباح وجد الأبناء أباهم قد مات فدفنوه و خرجوا يبحثون عن أختهم و زوجة أبيهم وعندما وصلوا إلى قصر الأمير كانت العجوز تنتظرهم فأخبرت ابنتها (عروي) أن هؤلاء هم إخوتها وقد أتوا ليسلموا عليها فصرخت (عروي) من الغضب و أخذت تبكي لأن أمها زوجتها برجل لا تعرفه و أحضرت لها رجالا لا تعرفهم أيضا و أسمتهم إخوتها فردت عليها الأم الماكرة إنها فعلت هذا لأنها لا تريد أن تتركها بدون زوج ولا إخوان في هذه الدنيا و أنه يجب أن يعرف الأمير أن لها إخوانا حتى تكون لها هيبة و اعتبار عنده ، ثم تركت الأم ابنتها (عروي) تبكي و ذهبت لترحب بأولاد الرجل العجوز و أدخلتهم على ابنتها وعندما شاهدوها تبكي سألوا الأم عن سبب بكائها فقالت لهم إنها تبكي من الفرح لمشاهدتها إخوتها. وهكذا زوجت أم عروي ابنتها من أمير بالحيلة و عثرت لها على أب و إخوان بالحيلة أيضا
عنوان الكتاب
إبراهيم بشمي
شاهين معراج


شعبي
كان يا ما كان – حكايات شعبية
قصص الأطفال