مقطع تحكي القصة عن حيار، وهو قرد بدين وسمين، يحب النوم وكل ما يعمله طرد الذباب عن وجهه والتهام الموز. هذا رأي أهل الغابة عنه، ولكنه ينظر لنفسه بأنه لم يجد المهنة التي تليق بذكائه، فيقوم بإعطاء ملاحظاته وكأنه خبير بالمهنة. رأى حيار خد المعلم مدلج منتفخا، ويده على خده، فاقترب منه التيس "خرم باشا" وأخبره بأن يذهب للحارس نصوح ليأخذ منه دواءه الذي أثنى عليه عندما كسرت قدمه وقدم له جبيرة الأعشاب، فقاطعه حجار قائلا: كفى... كفى...إنها المرة الألف التي تروي لنا فيها ذلك! ومن قال إن ساقك شفيت؟! واقترح على المعلم أن يغمس خده في ماء ساخن ولكنه لم يهتم بكلامه. قرر حيار أن يصبح عشاباَ، فخرج للغابة لينتقي الأعشاب ويكتشف فوائدها، فاستوقف أحد المارة، وسأله إن كان يشكو من علة، فإنه يملك الدواء لكل علة. ثم رأى الثور يكاد يلتقط أنفاسه، فأسرع وأعطاه العشبة، وقال له إنه يعاني من سوء الهضم، ولكن الثور سقط أرضا دون حراك! فهرع له المعلم مدلج وصرخ في حيار! وتوافد أهل الغابة على بيت الثور، فأسرع الحارس نصوح وصنع شرابا وأخذ يقطر منه في فم الثور إلى أن تعافى. قررت الحيوانات أن توقع حيار في الفخ، فاختلقوا حديثا على لسان الببغاء وحيوان آخر، وقد سمعهما حيار يتحدثان عن عشبة النار التي يستخدمها الحارس نصوح والموجودة في تلة الزعور، وكل من يشربها يصبح حكيما، وعالما بأسرار الأعشاب. صعد حيار التلة ووضع العشبة في هاون وسحقها بمدقة، حتى سال منها العصير الأحمر فشربه، فبدأت معدته تحترق ودمه يشتعل وأحشاؤه تلتهب، وأخذ يصرخ وينادي: النجدة! وصاح المعلم مدلج على حيار بأنك تجاهلت تحذيراتي، وجلبت لأهل الغابة السمعة السيئة! وأخرج نصوح القارورة وسكب ما بها في جوف حيار، فاستعاد عافيته. وبعد أيام طرق الحارس نصوح باب حيار الذي رحب به، فأخذه الحارس للجبل ليريه الأعشاب ويعلمه كل ما يعرفه عنها.
عنوان الكتاب
إسماعيل الصغير
أسامة مزهر


قصص الحيوان
حكايات غابة السنديان
قصص الأطفال