مقطع قصة جميلة تدور أحداثها حول فتاة تدعى "صَفُّورا" تعمل على نسج السجاد هي وأمها ، لكنها تعمل بغير حماس ، فهي تريد أن تنقش شيئا آخر غير تلك الرسومات، هي تريد نقش تلك الوردة الحمراء التي أحضرها والدها وأخذ يرعاها ويحبها، لكن هذه الوردة ماتت بعد فترة فحزن والدها كثيرا وأرادت هي إسعاده بنقشها على السجادة حتى يراها دائما، لكنها لا تستطيع ؛لأنها لا تملك وردة أخرى فتتمكن من نقشها ، ولا يمكنهم زراعة الورد لديهم ؛فقريتهم فقيرة بالماء العذب ، وكانت أمها توبخها على أفكارها هذه ، لكن والدها عندما رآها مصرّة على هذه الفكرة وحزينة لأجله ولعدم تمكنها من نقش الوردة الحمراء التي تريد، أحضر لها أخوها وردة حمراء من حارس المدرسة الموجودة في قريتهم. وهي مدرسة "عراز" ، لكنه نصحها بأن تضعها في كوب به ماء حتى تتمكن من العيش ثلاثة أيام ، وعليها أن تنهي سجادتها خلال هذه الأيام الثلاثة ، لكن الوردة انكسر غصنها قبل أن تنهيها "صَفُّورا "وحزنت عليها ، كما أن والدتها وبختها على جهدها الضائع ولم تنجز ما تريده ، كما أنه لا يوجد أحد في قريتهم قد سبق وأن نسج وردة على السجادة ، فكيف لها أن تفعل ذلك؟! لكن "عراز" ساعد أخته في استقامة الوردة مرة أخرى ؛حيث ثبت غصنها على خشبة وأكملت "صَفُّورا" عملها وهي سعيدة ومتحمسة لإنهائه قبل تساقط أوراقها ، خاصة أنها بدأت تجف ، وبالفعل فقد أدركها الوقت وتساقطت جميع أوراقها قبل أن تنهي السجادة. حزنت هذه المرة كثيرا على سجادتها الناقصة التي أرادت إسعاد أبيها بها . وفي اليوم التالي أيقظها "عراز" وهي تقول : إن البرعم الذي بجانب الوردة التي جفت قد تفتح ، وفعلا كانت وردة جميلة. وفي هذا اليوم قررت "صَفُّورا" عدم تناول شيء حتى الطعام كي لا تشغل نفسها عن النسج والتطريز ، وعملت جاهدة منذ الصباح وحتى منتصف الليل حتى أنهت سجادتها، وعندما استيقظ أبوها لصلاة الفجر ورأى ابنته وهي نائمة على نول السجادة ، ورأى السجادة الجميلة ـ التي لم يصدق أن ابنته قد نسجتها ـ سعد بها كثيرا وصلى عليها صلاة الفجر.
عنوان الكتاب
إبراهيم حسن بيجي

ميترا عبدالله


شعوب وحكايات - (1) الأدب الفارسي
قصص الأطفال