مقطع تدور أحداث هذه القصة حول الصدقة، حيث قالت فاطمة: (احكِ لي يا جدي حكاية جميلة من حكاياتك الرائعة) قال الجد: (اسمعي هذه الحكاية يا فاطمة.) كان هناك رجل الثري يمشي إلى بستان له، فرأى في طريقه داراً تحترق، وشيخاً يبكي وحوله نساء وصبيان، توجه الرجل الثري المحسن طيب القلب إليهم وهم يتصارخون فسأل عنه، فقيل له: (هذا رجل تاجر احترقت داره وافتقر.) ففكر ساعة ثم قال لأحد أعوانه: (ترى هذه الشيخ الذي تألمت لحاله، ولا أستطيع التوجه إلى بستاني إلا بعد أن تضمن لي تشتر له ولعياله أصناف المتاع والأثاث كما كانت في داره، وهي كما كانت مبينة مجصصة نظيفة وفيها كسوة الشتاء والصيف.) فقال أحد الأعوان له: (مُدّني بما احتاجه من النقود، وأحضر لي ما أطلبه.) فقال الثري: (لك ما أردت.) فقال أحد الأعوان له: (سقفت الدار، وجصصتها، وثبتت الأبواب، وبيضت الدار وكنست وفرشت، وألبستُ الشيخَ وعياله، ودفعت لهم الصناديق مملوءة بالأمتعة والثياب.) فمر الرجل الثري الطيب، والناس قد اجتمعوا كأنهم في يوم عيد يضجون في داره، فتقدم الرجل الثري وأعطى الشيخ مبلغاً من النقود، ثم سار إلى بستانه. ثم نهضت فاطمة إلى المبطخ، وجاءت بقربه فيها زيت، وقدمتها لجدها، وقالت: (أريد أن أكون كريمة، خذ هذا الزيت يا جدي وأعطه لجارتنا فهي فقيرة.)
عنوان الكتاب
أحمد محمد
شاهر الجرمي


مشروع المنهل التعليمي
قصص الأطفال