مقطع تناولت القصة الحديث عن حقبة حياة البادية قديماً، وبالأخص سكان قبيلة جبل "أولوت"؛ حيث كانوا يسكنون في خيام مصنوعة من وبر الماعز والجمال، وكانوا بخلاء ولا يكرمون الضيف، وبعد عدة أيام أصيبت أرضهم بجفاف، وساءت أحوالهم، وجاعت مواشيهم، فلم يتمكنوا من البقاء في أرضهم، وكان هناك امرأة من سكان القبيلة ذهب ولدها بحثاً عن الرزق، فحزنت عليه وأصيبت بالعمى من كثرة البكاء عليه، ولم يكن بجانبها سوى الكلبة والماعز والمغزل. وفي يوم من الأيام مر رجل يدعى عبد القادر على القبيلة، ومن التعب لجأ لأهل القبيلة، فلم يقوموا بإكرامه، واستمر بالسير إلا أنه لقي تلك المرأة الضريرة، وطلب منها الطعام، فذهبت المرأة للخيمة لتحضر له ما يأكله، وعند ذهابها للماعز وجدتها جافة بلا حليب، ودعت الله أن يمنحها حليبا، واستجاب الله لدعائها وحلبت ما يكفي لضيفها، وأرادت أن تذبح المعزة إكراما له، وقبل الرجل ذلك، ولكن أوصاها عند ذبحها بألا تفصل رأسها عن جسدها، وعملت بوصيته، وعند خروجها من الخيمة وجدت عددا كبيرا من الماعز، وشكرت الله، وعرفت أن ضيفها ولي صالح، وقبل رحيل الضيف سأل المرأة عن سبب فقد بصرها، فقالت له بسبب شدة بكائها على ولدها الذي ذهب بحثاً عن الرزق، وقال لها: ارفعي يدك للسماء وادعي الله أن يعيد لك ابنك، ووضع يده على رأسها وأخذ يتمتم بكلمات حتى عاد لها نظرها، وقال لها عندما ترين الكلبة تنقل أولادها فاتبعيها. وبعد مرور أيام عاد الولد لأمه، وفرحت فرحاً شديداً، ولما رأت الكلبة تنقل جراءها أسرعت واتبعتها، وفي منتصف الطريق تذكرت أنها نسيت المغزل، وعادت لأخذه، ولكن لم تجد أثرا لخيمتها، ولا للسكان، وكان المكان بحيرة كبيرة، ومن يومها وهذه البحيرة تسمى "أولوت" يذهب الناس للاستحمام بغرض الشفاء من الأمراض ونبت مكان خيمة المرأة شجرة (سدرة ستي) تتبرك بها النساء والفتيات، وبجانب الشجرة يوجد مقام الولي الصالح (سيدي عبد القادر) المشهور بكرمه، ويأتي له الناس من كل مكان.
عنوان الكتاب
جمعية زكورة للتربية


حكايات من المغرب وغيره
قصص الأطفال