مقطع بعد حكم الملك "أفريدون" الذي قتل الضحاك وخلص بلاد الفرس من شره وشر زبانيته الأشرار، حكم البلاد حفيده الملك "منوجهر" ، الذي ولد في عهده البطل الفارسي "دشان" وابنة البطل "دستم" ، ثم حل الأمن والأمان فترة طويلة من الزمن ، وانتهى حكم أسرة "أفريدون " ، وتولت الحكم أسرة أخرى، فكان كل ملك من ملوكها يبدأ اسمه بكلمة "كي" ، مثل الملك "كيفتاد وكيكاوس" . وبعضهم يقول إن معنى كلمة "كي" ملك ، وبعضهم يقول معناها عزيز. وبعضهم يقول "كاه" . حكم الملك مدة طويلة زادت على مائة سنة وكان ملكاً عادلاً رحيماً شجاعاً ، ولما أحس أنه سوف يفارق الحياة دعا ولده "كيكاوس" وأوصاه على الملك فإذا صلح الملك صلح كل شيء بالدنيا، وبعد ذاك قام الملك وألبس التاج ولده "كيكاوس" وأعلن الخبر في أنحاء بلاد الفرس كلها ، فأقيمت الولائم والأفراح . ودع الملك الحياة بعد فترة قصيرة ، وعم الحزن أرجاء البلاد ، وجلس الملك "كيكاوس" على عرش أبيه وعمل بنصائحه الغالية في مدة من الزمن ؛ فكثر الخير والعز في البلاد . وذات ليلة ، جلس الملك مع نسائه وأطفاله وخدمه في قصره الخاص ، وبينما هو يتحدث معهم إذا به يسمع أنغام موسيقى عذبة ، اقترب من هذا الصوت حتى أدرك أنه جاء من تحت سور القصر؛ فأمر الخادم أن يأتي بصاحب تلك الأنغام . دخل مغني ماهر ، جميل الشكل وحسن الخلق ، وأخذ يقبل يد الملك ، ولا يرفع عينه في عينه ، فأعجب الملك به ، واتخذه مغنيا له ولأهل قصره ، فكان يغني لهم أنغام جميلة ، وكان الحاكم يغدق عليه بالمال والملابس . وذات صباح ذهب الملك إلى قاعة العرش ودعا الوزراء والقواد وأخبرهم أنه عزم على فتح "مازيدران" بلاد السحر والجمال ، وما كاد رجاله يسمعون الخبر حتى اسودت الدنيا في عيونهم ، وأحسوا أن الأرض تضطرب تحت أقدامهم؛ لأنهم كانوا يعلمون أن "مازيدان" طريق الشر والهلاك وأراد كبير القواد الحاضرين أن يتكلم ويصارح الملك بأن "مازيدان" بلاد الشياطين والسحرة ، وما فكر أحد من قبلك بغزوها إلا هلك هو وجنوده. ، فأجاب الملك إنهم كانوا ضعفاء في خبرتهم للحرب , جمع الملك جيوشه الكثيرة وأخذوا معهم جميع الأسلحة والذخائر، وساروا إلى "مازيدان" . وما أن علم ملك مازيدان بوصولهم حتى أرسل إلى ملك الشياطين الأكبر هو "العفريت الأبيض" ليحاربوا الملك . وما هي إلا لحظات حتى اسود النهار واختفت النجوم والقمر وانطفأت النار والأنوار ، وظلوا واقفين في مكانهم واستمر الحال السيئ عدة أيام ، فأمر العفريت الأبيض أن يظل الأسرى بالسجون ولكنه ذهب إليه وأخبره أنه يستطيع الهروب ويخاطر بحياته وكان هناك بطل الفرس دستم حفيدته في قوته وشجاعته وكان معه حصانه وسيفه فذهب على الشياطين ولم يخف منها وعند طريقه لقي ثعبان مقطع رأسها عن جسده وفي اليوم التالي وصل إلى أرض كثيرة الشعب والمراعي طيبة الفواكه ولرأي راعياً يصد في حصان دستم فأقام دستم وقطع أذن الراعي وكانت هذه الأرض لساحر كبير أسمه أولاذ فلما قال الراعي لأولاذ غضب وثار ووقف أمام دستم يقرأ السحر ينتظر أن يتقلي دستم إلى صخرة أو حيوانا ولكن دستم بقا كما هو لأن الحساب الذمي معه حرسه وهم على أولاذ وعصره بين ذراعيه القويتين كادت تخرج روحه وطلب منه السماح والعفو وقال له اتركني وسوف أساعدك وأخرج الملك وجيوشه وأنتصر دستم على أولاذ وتحول الى صخرة وخرجوا الملك وجيوشه ولكن أصبحت مازيدان ولاذ حتى يستطيع الملك وجيشه أن يعود الى زيارتها متى شاء...
عنوان الكتاب
إبراهيم عزوز
أنطوان نعمان


الأساطير
قصص الأطفال