مقطع تدور أحداث هذه القصة حول أصحاب الكهف، هذه القصة التي جاءت في القرآن الكريم، حيث كان دقيانوس وهو أحد ملوك الروم، ظالماً يعبد الأصنام، ويكره المؤمنين الذين يعبدون الله، ويقتلهم. وكان في هذه المدينة فتية مؤمنين خافوا من الملك الكافر، واختبؤوا يصلّون ويدعون الله أن يخلصهم من الملك الظالم. ولكنه عرف مكانهم، فأمر رجاله بالقبض عليهم، فدخلوا وأخذوهم إليه. فلما وقفوا أمامه صاح عليهم، وأمرهم أن يعبدوا الأصنام، فأبوا أن يعبدوا الأصنام التي لا تنفع ولا تضر، فتعجب الملك من شجاعتهم. فتركهم يفكرون بما قاله، أو يقتلهم فخرج الفتية وتشاوروا على أن القتل أحب إليهم من عبادة الأصنام. فقرروا الذهاب إلى الكهف ليختبؤوا فيه من الملك، وفي الطريق قابلوا راعياً، ومعه كلب، وهو مثلهم مؤمن فذهب، وسار الكلب معهم فطردوه ثلاث مرات، إلا أنه أصر على البقاء مثلهم. فذكره الله تعالى في القرآن، دخلوا الفتية إلى الكهف، وكانوا سبعة وثامنهم كلبهم، وجعلهم الله ينامون في الكهف ثلاثمائة وتسع سنين. لم يكبروا بل بقيت أشكالهم كما هي ومرت السنين، ومات الملك الجبار، ثم استيقظ الفتية ونظروا حولهم؛ كم من الوقت نمنا، يبدو أنه يوماً كاملاً، فشعروا بالجوع. فأرسلوا أحدهم يشتري لهم طعاماً، فتنكر لكيلا يعرفه أنصار الملك، فقدم نقوداً فضية إلى محلا بعيداً ليشتري الطعام، فنظر البائع إلى النقود، وتعجب ثم سأل الفتى من أين لك هذه النقود، فأجاب أنها معي بالأمس، وأريد أن أشتري بها طعاماً. فنادى البائع الناس، فتجمع الناس فظنوا أنه حصل على كنز من كنوز القدماء، فأخذوه إلى الحاكم فنظر إليه الفتى فإذا به ليس بالملك الظالم، فكانت المفاجأة للجميع أن الملك متوفى منذ ثلاث مائة عام، وهذا ملك مؤمن بالله. إلا أن هناك مشكلة فالناس بعضها تؤمن بوجود البعث، وبعضها لا يؤمن، فدعا الملك ربه أن ينزل آية فأخذ الفتى معه الملك إلى الكهف في شكر ربه؛ لأن هذه آية جعلت الناس تؤمن بالبعث والخلود مات الفتية فدفنهم الملك بعد أن كاد يضعهم في قبر من ذهب، إلا أنهم أتوا الملك في المنام فطلبوا منه أن يدفنهم في التراب، لأنهم لم يخلقوا من ذهب بل من تراب
عنوان الكتاب
أحمد نجيب
محمد علي مراد


واقعي
حكايات من السماء
قصص الأطفال