مقطع تذكر القصة أنه كان لحطاب حمار يسوقه كل يوم إلى الحقل ليحتطب به على ظهرة، ويذهب به إلى القرية ويبيع الحطب ويعود بالحمار إلى المنزل ويضع له قليلا من العلف ووعاء ماء، إلى أن قرر الحمار التخلص من الحطاب ليعيش في الغابة على هواه. وفي الغابة التقى بالأسد المتوحش فيلهمه ذكاؤه إلى حيلة تجعل الأسد يخاف منه، ففكر الحمار طويلاً وقال إن للأسد صوتا ولي صوت فلماذا لا أنهق كما هو يزأر، ورفع الحمار صوته بكل قوة ونهق حتى وصلت مسامعها جميع أطراف الغابة وطنت في أذن الأسد فخاف الأسد وتساءل عن مصدر الصوت؛ إذ كان يظن أن صوته هو أعلى الأصوات في الغابة. وبينما كان الأسد يكلم نفسه، وكذلك الحمار، وفجأة رأى كل واحد منهما الآخر، ونظر الحمار إلى الأسد ليراه خائفاً منه حيث لم يجد الأسد طريقة سوى أن يتقدم من الحمار ويسلم عليه؛ لعل السلام يخفف من غضبه ففهم الحمار أن الأسد خائف منه، فنظر إليه الحمار، وقال له: من أنت؟ ولماذا جئت إلى هنا؟ فقال الأسد: جئت لأقدم خدماتي وظل الأسد مرتجفا من هذا الحيوان الضخم لأنه لم يعرف حقيقته، وأصبحا صديقين وساروا في الغابة، وأراد الحمار أن يشرب فوقع في النهر، ولحقه الأسد، وأنقذه، فغضب الحمار، وقال للأسد: عندما يجف الماء عن جسدي سوف أقتلك، فخاف الأسد، وفر هارباً إلى أن قابل الثعلب فحكى له قصة هذا الحيوان الضخم، حيث قال له الأسد: ويلك هذا هو الحمار الذي يستخدم في حمل الأحطاب في القرية، ولكن الأسد ظن أن الثعلب يسخر منة فقتله، وفر مرة أخرى هربا من الحمار. وهكذا عاش الحمار في الغابة مطمئناً بعد أن استطاع إبعاد أعدائه عنه.
عنوان الكتاب
محمد التونجي
ناديا الجارودى


قصص الأطفال
قصص الحيوانات