مقطع تحكي القصة أنه قد دخل عادل على والده في حجرة المكتب، وكان يستمع للموسيقى، فجلس عادل بجواره وقال لوالده هذه الموسيقى سمعتها، إنها موسيقى شهرزاد، ومؤلفها هو روسي، اشتهر بأعماله القومية، إنها للموسيقي رمسكي كورساكوف، وفي هذه المقطوعة أراد رمسكي أن يظهر السحر الشرقي الجميل في ألحانه وإيقاعاته. بدأ يقرأ عادل عن قصة حياة رمسكي الذي ولد عام 1844م ، وكانت الأسرة ترغب في أن يكون ولدهم قبطاناً بحرياً، وعند ولادته وضعوا على صدره مسدساً، فأزاحه وهو يعبث بيده، فتشاءم الأب، وكان طفلاً مدللاً لا يرفض له طلب، وكان الأب يحب عزف البيانو والأم تغني، وكانت هذه لحظات سعادة لدى الطفل، وكان الأب يهتم بتعليم ابنه العزف على البيانو معترفا أن التربية الصالحة لابد أن يكون من بينها دروس في الموسيقى، وكان شقيق رمسكي ضابطاً بحرياً يقود إحدى السفن الحربية، وعندما بلغ "نيكولاي" 12 عاماً ألحقه الوالد بالمدرسة البحرية، كان الجميع يحبونه وأرسل وقتها خطاباً لوالدته يؤكد لها أن حياته مع الموسيقى وليس في البحرية، وقتها أصبح أخوه قبطاناً بحرياً على السفينة التي يعمل بها، فبدأ الأخ يهتم بأخيه ويزوده بالثقافة العامة عن العلوم البحرية. وفي رحلة إلى إيطاليا طلب أخوه القبطان أن ينزل الجميع للمرح على الشاطئ، فذهبوا إلى مقهى كانت ترقص فيه امرأة سمراء رقصات ساحرة، والجمهور من حولها يصفق ويغني ويدفعها للمزيد من الحركة إلا رمسكي الذي انتحى ركناً بعيداً يسمع الموسيقى، ولا يعير للرقص أهمية، وعندما انتهت الرقصة جاءت الراقصة إلى رمسكي لتتعرف عليه لأنها لم تستطع بحركاتها أن تجذب نظره إليها، وسألته لما لا تمرح يا سيدي؟ ألا ترى الآخرين يستمتعون بأوقاتهم؟ فرد: من قال لك أنني لم أستمتع بما حولي من فن؟ قالت: أنت شاعر؟ قال :لا. قالت: أنت رسام؟ قال: لا. قالت: إذن أنت موسيقي، فهذه هي سمات الموسيقيين، وفي كلمات حالمة أجاب رمسكي كم وددت أن أكون موسيقيا، إنني أعشق الأنغام، سألته الراقصة عن اسمه فأجاب، وفي حزم قالت الغجرية، استمر يا كورساكوف فسيأتي اليوم الذي ستتفجر فيه ينابيع الفن في قلبك وتبلغ قمة المجد، إنني أراك فناناً كبيراً وسيكون لاسمك شأن كبير. في هذه اللحظة تذكر الغجرية ماريا التي تنبأت له بأنه سيكون سيد الألحان في زمانه.
عنوان الكتاب
رتيبة الحفني
إيهاب وصفي


الموسوعة الموسيقية الميسرة
قصص الأطفال