مقطع هرب رجل من سيده وهو من الرومان ، وكان عبداً يعامل بطريقة قاسية وشديدة ! كان اسمه "أندروماك" ، وكان يتجول في الغابة باحثاً عن مكان يختبئ فيه ، حتى وجد كهفاً ، فنام فيه حتى الصباح . وعندما أراد الخروج منه ، رأى أمام مدخله أسدا مستلقٍ على الأرض ؛ فخاف منه ، ولكن الأسد كان مجروحاً في باطن قدمه اليسرى بشوكة كبيرة ، وكان يريد مساعدة "أندروماك" ليخلصه من الشوكة ، فاقترب منه ونزع الشوكة من قدمه ؛ فزال الألم عن قدم الأسد وركع شاكراً "أندروماك" ! ثم أخذ "أندروماك" صرة ملابسه، وأخذ يسير إلى البحر والأسد يودعه ، وعندما وصل للشاطئ رأى سفينة كبيرة تتجه إلى العاصمة "روما" فركب بها والأسد بقي عند الكهف دون حراك ؛ بسبب قدمه المجروحة فرآه الصيادون ، وأخذوه للملك هدية . وضعه الملك في قفص وعين حارساً عليه . علم الملك بهروب خادمه ؛ فبحث عنه حتى وجده ، وحاكمه على هروبه ، وقيده بالسلاسل . سأل الملك الحاكم : ما جزاء الخادم الذي يهرب من سيده ؟ فقال : الإعدام . أخذ "أندروماك" ليطبق عليه الحكم ، وكان الحكم هو تقديمه كوجبة للأسد الجائع بالقفص ! كان الجميع يقفون ليروا ما سيفعله الأسد بالخادم. وعندما فتح القفص للأسد عرف الأسد "أندروماك" وبدلا من أن يأكله حضنه بشوق وسرور! دهش الجمهور من المنظر وسألوا "أندروماك" عن السبب وراء تعرف الأسد؛ فحكى الخادم القصة للقاضي والملك ، فقال القاضي للملك : إن الأسد حفظ جميل الخادم لمرة واحدة، واعترف بها ، وأنت أيها الملك لم تعترف بخدمات وفضل الخادم عليك الكثيرة طوال هذه السنين! لذلك سنعفو عن الخادم ونفك قيوده.
عنوان الكتاب
إبراهيم عزوز


قصص الأطفال