مقطع في الصباح الباكر استيقظ سكان المزرعة بنشاط على صوت الديك، وقام كل منهم بالبحث عن طعامه، وقام الكلب الحارس يجري من حول المزرعة لكي يتأكد من سلامة سكانها، فجأة وجد شيئا يشبه الحجر يرقد بين الأزهار، فراح ينبح بصوت عالٍ لكي ينادي سكان المزرعة، فقال:( ما هذا الشيء الذي يشبه الحجر العجيب؟). فقال الأرنب: (إنها سلحفاة لكنها نائمة وعندما تنام السلحفاة تدخل أرجلها ورأسها داخل درعها). استيقظت السلحفاة على صوت أهل المزرعة فأخرجت رأسها متعجبة فسألتها البطة :(ماذا جاء بك هنا أيتها السلحفاة؟). ثم قالت السلحفاة :( يبس الحقل الذي كنت أعيش فيه، فرحت أبحث عن حقل جديد، ولما وصلت إلى هذه المزرعة أعجبني حوض الأزهار فدخلت ونمت فيه .... اعذروني، كنت متعبة ولم أستأذن أحداً). رحبت بها الإوزة وقالت: (يا مرحباً بك إذا أحببت أن تعيشي معنا). فخرجت الطفلة أمل لكي تطعم الطيور والحيوانات في المزرعة فوجدت الحيوانات والطيور مجتمعين حول السلحفاة، فرحت أمل كثيرا وقالت:(أهلاً بك في مزرعتنا أيتها السلحفاة..... وما رأيك أن نناديك بسلحوفة؟). فرحت باسمها الجديد الذي أحبّته، وفي اليوم التالي اجتمع الطيور والحيوانات وقالوا :(لا بد أن نجهز لسلحوفة مكانا تعيش فيه لكي نعوضها ما عانت منه) فذهبت الدجاجة إلى السلحفاة وقالت لها :( تعالي لتعيشي معنا حتى نجد لك مسكناً). شكرتها سلحوفة وذهبت لتعيش في خم الدجاج. كل يوم كانت الأرانب والخراف تقدم إليها الخس والبرسيم، وكان الكلب يمر كل صباح ليطمئن عليها. بعد أسبوع ذهبت الحيوانات مع الطيور لينادوا سلحوفة إلى مسكنها الجديد، فرحت سلحوفة بالمفاجأة. أصبح لسلحوفة الصغيرة مكان يشبه الكهف الصغير ليحميها من برد الشتاء وظلّلوا أمامه بجريد النخل لكي يحميها من حرارة الشمس في فصل الصيف. ووجدت أنهم زرعوا حوض خس لكي تأكل منه كلما شعرت بالجوع، وحوض نرجس لكي تجلس وتنام فيه كما تحب. فرحت سلحوفة. وقالت وهي في غاية الفرح:( شكراً لكم أصحابي هذا أجمل بيت رأيته في حياتي ...وأنتم أعظم أصدقاء). فقال الكلب :(وأنا سوف أحرسك كما أحرس باقي الطيور والحيوانات). وأتت أمل وهي تحمل صندوقاً من الكرتون في يدها، وفجأة أخرجت منه سلحفاً في حجم سلحوفة. وقالت :(أحضرته لكِ لكيلا تكوني سلحفاة وحيدة بعد ذلك أبداً). فرحت سلحوفة وفرح الجميع فقالت:(أنتم أعظم أصدقاء.. وأنا أسعد سلحفاة في الدنيا). وقال الجميع:(ونحن أيضا سعداء لأنك أنتِ وسلحوف ستعيشان معنا وسيكون لكما صغار يسرحون ويمرحون في مزرعتنا. وهكذا رحب سكان المزرعة بسلحوف وسلحوفة.
عنوان الكتاب
أماني العشماوي
لجينة الأصيل


قصص الحيوان
قصص الأطفال