مقطع كان ياما كان في قديم الزمان. كانت هناك مملكة يحكمها حاكمان الملك سلطان وزوجته نور، ولديهما ابنة اسمها لبنى، فكانت دائما تلعب بين الزهور وتحب قطفها، وفي يوم ما أرادت أن تقطف إحدى الزهور، وكان بها أشواك فصرخت وتألمت لبنى وأتى طبيب القصر وسألها بأن تكف عن قطف الزهور، إلا أنها طلبت منه بأنه لا يتدخل في شؤؤنها، ومع مرور الأيام شفيت لبنى من جرح يدها، ومن ثم ذهبت للحديقة للعب مرة أخرى ونصحتها أمها بأن لا تقطف الزهور إلا أنها لم تهتم وقامت بقطفها، وكانت تريد أن تقطف دوار الشمس لكنها فوجئت بسرب من النحل يلاحقها فأسعفوها إلى القصر وأعطوها الدواء بسبب تورم وجهها من النحل وسألها الطبيب بأن تكف عن قطف الزهور إلا انها طلبت منه بأن لا يتدخل في ذلك الأمر وظلت لبنى في غرفتها وهي حزينة على حال وجهها، وأخذت أمها المرآة من غرفتها حتى لا ترى وجهها المتورم، وبعد أسبوع أرجعت أمها المرآة إلى غرفتها وفرحت لبنى كثيرا بعد أن تشافى وجهها، ومن ثم أرادت أن تذهب إلى الحديقة ونصحتها أمها بأن لا تعاود بسلوكها مره أخرى فقالت ابنتها سوف أتأكد قبل أن أقطفها بأنها بلا شوك ولا يوجد نحل بها ولكن الأم شعرت بالحزن على حال ابنتها فذهبت لبنى إلى الحديقة وكررت سلوكها المعتاد بقطف الأزهار إلى أنه فجأة سمعت لبنى إحدى الأزهار تصرخ عليها بأنه لا تقطفيني وإلا سوف أسقط شعرك فتعجبت لبنى كيف للزهرة أن تتكلم؟! ولكنها قطفتها فقالت لها الزهرة متوعدة بأنه سوف تجعلها صلعاء فشعرت لبنى بالخوف ورمت الزهرة وتوجهت مسرعة إلى القصر ونظرت إلى شعرها بأنه لم يصبه شيء وأقنعت نفسها بأن الذي سمعته لم يكن حقيقيا، ومارست يومها بشكل طبيعي، وعندما استيقظت من النوم في اليوم التالي وكانت تريد أن تمشط شعرها إلا أنها فوجئت بأن شعرها يتساقط في الأرض فصرخت باكية، وأتوا إليها جمعيا وحزنوا على حالها بأنها قد أصبحت صلعاء، ومن ثم أصبحت لبنى لا تخرج من غرفتها أبداً خجلا بأن يراها أحد وهي صلعاء فعرض أبوها الملك جوهرة ثمينة لمن يعالج ابنته، إلا أنه لم يجدِ بالنفع أيٌّ من تلك الأدوية فأصبح الناس يطلقون عليها (الأميرة الصلعاء) فأصبحت لبنى شديدة الحزن على حالها، وفي يوم ما أتى فلاح فقير إلى الملك وقال له بأن علاج الأميرة عندي، فتعجب الملك بأنه كيف لذلك الفقير بأن يشفيها؟! فقال الفلاح بأن الشافي هو الله، أما أنا ففقط أقدم العلاج لها، فقال الملك له إذا لم تستطع علاجها فسوف تقضي حياتك في السجن، وطلب الفلاح بأنه إذا نجح في مداواتها فيريد أن يرعى بستان القصر بالإضافة للجوهرة الثمينة، فتعجب الملك لأن تلك الجوهرة الثمينة سوف تغنيه عن العمل فقال الفلاح بأن العمل هو سر الحياة، فأعطاه شهرا واحدا ليعالجها، ومن ثم ذهب إلى لبنى وطلب منها أن تلبس الثوب الرمادي وأن تذهب معه إلى الحديقة، وكان الفلاح شديدا في معاملتها فجذبها بالقوة إلى الحديقة، فأمرها بأن تحفر الأرض وتزرع البذور وتقوم بريها، ومن ثم نصحها بأن تحرص على رعايتها فإن نبتت البذور فسوف ينبت شعرك، وفي صباح اليوم التالي أمرها الفلاح بأن تسقي البذور وتجلس أمامها إلى أن ترتفع الشمس، ومن ثم أمرها في الليل بأن تسقيها كذلك وتجلس أمامها إلى أن يظهر القمر ففعلت، وظللت تكرر ذلك الأمر لعدة أيام، وفي يوم ما رأت لبنى إحدى البذور قد أنبتت، ومن ثم شاهدت رأسها ففوجئت بأن شعرها أصبح ينبت كذلك ففرحت كثيرا، فقال الفلاح لها كلما نبتت البذور فسوف ينبت شعرك فاحرصي عليها ولا تقطفيها لأنها من نعم الله، فوعدته بذلك فأصبحت تقدر الزهور من بعدها.
عنوان الكتاب
انتصار عبد المنعم حسين


مسابقة التأليف للأطفال (المرحلة الخامسة)
قصص الأطفال