مقطع يحكى أنه كان هناك نسر يسمى عنتر، وهو نسر مغرور بنفسه ، متكبر على الحيوانات في الغابة ، ويقول إن له مخالب ومنقارا وجناحين وعينين قويتين ، وكانت الحيوانات تسمع ما يقوله، فقام فأر صغير يسمى (فرفور) بالرد على ما يقوله النسر عنتر، وقال له: إنك تبالغ في قوتك! فلست الوحيد الذي له مخالب وجناحان، وقام بمقارنته بباقي الحيوانات في الغابة؛ فتضايق النسر عنتر من كلام الفأر فرفور، وقام النسر بتوبيخ الفأر وتهديده بأكله ! لم يهتم الفأر بكلامه فاتجاه النسر إلى الفأر فرفور، ولكن فرفور كان أسرع منه، فاختفى بين الصخور وهو يقول للنسر: إن جسمي الضئيل له فائدة في الاختفاء بين الصخور ، فاستعمل الان قوتك ومخالبك في زحزحة الصخور! وكان فرفور يضحك ويسخر من النسر عنتر؛ فغضب النسر وأراد أن يحتال على الفأر؛ فابتعد عن المكان القريب من الفأر حتى يخرج مرة أخرى وينقض عليه . ولكنه انشغل عنه ببيضة كبيرة الحجم ، حيث كان جائعا فلم يستطع كسرها بمخالبه ، ثم حاول أن يضربها بمنقاره ولم تنكسر أيضا ؛ لأنها بيضة نعامة ، وقشرتها قوية ؛ ففكر أن يحمل صخرة بمنقاره، ويضرب بها البيضة حتى تنكسر فانكسرت ، فأخذ يأكل ما في البيضة وهو مسرور. وفي انشغال النسر بأكل البيضة مر صياد يحمل معه بندقية وشبكة ، شاهد الصياد النسر وهو مشغول بالأكل ، فألقى عليه الشباك فأخذ النسر يصيح ويضرب بجناحيه الشباك فلم ينجح بالهرب، فحمله الصياد وذهب به . حزن النسر حزنا عظيما، وعندما رآه الفأر حزن كثيراً ، وفكر في حيلة لفك قيده ، حتى يجعل النسر يطير. قام باتباعهما في الطريق إلى أن تعب الصياد، فجلس ليرتاح ووضع الشباك على الأرض وبها النسر، فتقدم الفأر إلى الشباك ليقرض خيوطها ، وبعدها تمكن النسر مرة أخرى من الخروج من الشباك ، بمساعدة الفأر. وقبل أن يطير النسر شكر الفأر، وعلم أن لكل حيوان قوته وضعفه ، ولا يوجد حيوان قوي أو ضعيف فقط .
عنوان الكتاب
أبو بهاء الدين


قصص الأطفال