مقطع رفرفت الفراشة الصغيرة بجناحيها المزركشين وقالت: ما أحلاني! النهار جميل، وسأتفرج على الدنيا في هذه الأرجاء. انطلقت الفراشة المزهوة بنفسها مسرعة في أنحاء الغابة الواسعة دون أن تسمع لأمها وهي تقول : لا يغرنك يا صغيرتي مظاهر الأشياء، واحذري من الأشياء التي لا تعرفينها . انطلقت الفراشة الصغيرة فرأت الأسماك الملونة في النهر وقررت اللعب معها؛ فاتجهت مسرعة تريد الغطس واللعب معها ، حتى أوقفتها شجرة الصفصاف قائلة لها : إلى أين أنت ذاهبة ؟ ستغرقين ، أنت فراشة وتعيشين في الهواء ، احذري التسرع ، فطارت الفراشة في السماء تريد التسابق مع الطيور ، وفجأة هجم طائر يريد أكلها ، لكن سنجابا عجوزا قذف الطائر بإحدى ثمار شجرة البندق ؛ فأنقذها وقال لها بغضب : لماذا أنت طائشة ؟! ألا تعرفين أن لحم الفراشات لذيذ! تعلمي الحذر. واصلت الفراشة التحليق، فوجدت مجموعة من الأزهار ذات الألوان البراقة ؛ فقررت أن تحط عليها بلا تروٍ لتذوق رحيقها ؛ فالتصقت رجلاها بالأوراق وصرخت خائفة : أنقذوني .. ماما ..النجدة! وكانت الأم تتبع ابنتها بخفاء ؛فسارعت لإنقاذها ، وبصعوبة أنقذتها وعاتبتها على فعلتها وعدم سماعها كلامها وعدم الأخذ بنصيحة الصفصافة الحكيمة والسنجاب العجوز ، ثم قالت لها : يجب ألا نغتر بكل شيء براق ؛ فهذه الزهور الملونة سامة تصطاد الفراشات الطائشة وتمتص دماءها. صمتت الفراشة وأحست بالذنب والخجل.
عنوان الكتاب
إبراهيم بشمي
نادر موسى


رمزي
حكايات العالم
قصص الأطفال