مقطع في قديم الزمان لم يكن للفيل أنف وكانت رائحته كريهة، وكانت الذبابات حوله أينما ذهب، فطلب الفيل من القرود المساعدة لإبعاد هذه الذبابات عنه، فقالوا له ساخرين: اذهب بين الشجيرات. فقال الأسد والسلحفاة: كان عليكم أن تخبروه أن رائحته كريهة، فهو لا يملك أنفا. وقال الأسد للسلحفاة: أنت صديقة الفيل المقربة، فقولي له الحقيقة. فذهبت السلحفاة باحثة عن الفيل. التقى الفيل بالحرباء، وقال لها: الذبابات تصيبني بالجنون! فقالت له الحقيقة؛ إن الذبابات تحب الأشياء المقرفة وإن رائحتك كريهة! حزن الفيل! ولكن الحرباء نصحته بالاستحمام، فقال الفيل لا أستطيع الوصول إلى جميع أنحاء جسمي! اعتذرت الحرباء عن المساعدة، وشكرها الفيل على صدقها. أخذ الفيل يبحث عن صديقته المقربة السلحفاة، وعاتبها لأنها لم تصارحه بالحقيقة، فنصحته السلحفاة بالاستحمام، فأعجب الفيل بهذه الفكرة، وذهب الفيل مع السلحفاة إلى بركة المياه، وطلب الفيل من فرس النهر أن يستحم في بركته، فوافق فرس النهر، وبينما كان الفيل يهم بالنزول صرخ التمساح قائلا: إياك والتفكير بالنزول إلى بركتي! فقال الفيل، لا أريد أن تكون رائحتي كريهة! فقال فرس النهر: لا تقلق، سيسبح التمساح في الجهة الثانية. وفي الصباح يمكنك الاستحمام. حذرت العصفورة الفيل من التمساح لأنه غاضب! وفي الليل طارت البومة للفيل لتواسيه وحكى لها الفيل ما حدث، فقالت البومة: أعرف أن هذا يزعجك، ولكن أحيانا تأتي الأشياء الجيدة من الأشياء السيئة. ثق بكلامي. نام الفيل، وفجأة حدث ما لم يكن متوقعا؛ حيث عض التمساح أنف الفيل، فصرخ الفيل طالبا النجدة! سمعت الحيوانات صراخ الفيل فسارعت لمساعدته، حيث بدأوا بشد أنف الفيل بقوة، حتى أصبح أنفه طويلا وملتويا! حاول الفيل إبعاد الذبابات بأنفه، فابتعدت الذبابات، واستحم الفيل بواسطة أنفه، وأصبح مسرورا؛ لأنه لم تعد رائحته كريهة، فقالت البومة: ماذا ستسمي أنفك الجديد؟ فقال: سأسميه خرطوما.
عنوان الكتاب
إدوارد غاويا


حكايات تينغا تينغا
الفيلة
قصص الأطفال