مقطع قصة رائعة تحكي عن حطاب توفيت زوجته وتركت له ابنة ، ولكنه لم يستطع القيام بعمله والإشراف على تربية ابنته؛ لذا قرر الزواج بامرأة أخرى حتى تعتني بابنته والبيت. وبعد زواج الأب اعتقد أنها طيبة، ولكنها صارت تعامل الابنة معاملة قاسية وتكلفها بأعمال شاقة عكس ابنتها المدللة التي تعطيها كل ما ترغب، وحتى تتخلص زوجة الأب من ابنة زوجها ليخلو لها البيت والزوج أمرتها بالذهاب إلى بيت الساحرة وتقول: وين بيت أم المناخر إللي تمشي وتناخر؟ ولم تعلم البنت "سارة" أن هذا الاسم يضايق الساحرة ولكن في الطريق سمعها البقال وكان يعرف أمها الطيبة قبل موتها، فقال لها: لا أحد ينادي بهذا اللقب القبيح ولكن قولي لها: وين بيت أم الخير. وشكرت سارة البقال وواصلت سيرها فشاهدت امرأة عجوزا تحمل (بقشة ثيابها) التي غسلتها عند عين الماء وسارعت سارة إليها وساعدتها، فقالت لها العجوز: ماذا تريدين من أم الخير يا بنتي؟ فقالت سارة: أرسلتني زوجة أبي لأطلب منها يد الهاون. فقالت لها العجوز: لا أحد يطلب من أم الخير شيئا إلا إذا حقق طلباتها. ونصحتها أن تفعل عكس كلام الساحرة، وبعد ذلك وصلت سارة إلى بيت أم الخير وفتحت الساحرة الباب وسألتها : ماذا تريدين ؟ فأجابتها، أن زوجة أبيها تريد أن تستعير منها يد الهاون، فطلبت منها الساحرة أن تكسر المواعين ، فذهبت سارة إلى المطبخ وغسلت المواعين ، وطبخت لها طبخة لذيذة من السمك الصافي والعيش المحمر، وبعد ذلك نقلت الأطباق وغسلتها. ثم طلبت منها أن تحضر الزبالة من السكة وترميها بالحوش ، فقامت سارة بكنس الحوش وتنظيفه ورميها خارج المنزل. ثم طلبت الساحرة منها أن تنكش شعرها ، فقامت سارة بتسريح شعر الساحرة وتمشيطه، ثم قالت الساحرة لسارة: أنا سأنام وعند مرور الغيمة الزرقاء والسوداء والرمادية لا توقظيني ، أما إذا مرت الغيمة البيضاء فأيقظيني. وفعلت سارة ما أمرتها به الساحرة وأرسلت الغيمة البيضاء كلبا أبيضا هدية لسارة مع يد الهاون، فشكرت سارة الساحرة على ذلك، وذهبت إلى البيت وعند وصولها سألتها زوجة أبيها: من أين لك هذا؟ أجابتها: إن أم الخير أهدتني إياه. فأقفلت زوجة الأب الباب على سارة والكلب معها في الغرفة. وذهبت زوجة الأب للنوم، تاركة سارة في بكاء والكلب دائم النباح . وفي الصباح تفاجأت زوجة الأب ـ عندما فتحت باب الغرفة ـ وشاهدت شابا جميلا بدلا من الكلب ، وسارة ترتدي أجمل الثياب ، فأرسلت ابنتها إلى الساحرة لاعتقادها أنها أحق من سارة في هذا النصيب وذهبت الفتاة المغرورة تمشي وتنادي: وين أم المناخر إللي تمشي تمشي وتناخر؟ وحاول البقال أن ينصحها ولكنها لم ترد عليه ، وذهبت مسرعة وكذلك المرأة العجوز ولم ترد عليها أيضا، ووصلت الفتاة المغرورة إلى بيت أم الخير وسألتها فطلبت منها أم الخير أن تكسر المواعين ففعلت وطلبت منها أن تحضر الزبالة من السكة وترميها في الحوش وفعلت وطلبت أن تنكش شعرها ففعلت، وقال الساحرة: سأنام وعند مرور الغيمة البيضاء والزرقاء لا توقظيني وإذا مرت الغيمة السوداء أيقظيني. فأيقظتها الفتاة المغرورة عندما مرت الغيمة السوداء ؛ فأعادتها كلبا أسودا شرسا ، فسارعت الابنة بالكلب الأسود لأمها التي أعدت لها غرفت العرس وأقفلت عليها الباب ووقفت خلف الباب تستمع لابنتها وهي تصيح، والأم فرحة بذلك وعند الصباح فتحت الأم الباب ففر الكلب الأسود مسرعا ، ولم تجد سوى عظام ابنتها في الغرفة !
عنوان الكتاب
إبراهيم بشمي
فاطمة الفاضل


كان يا ما كان – حكايات شعبية
قصص الأطفال