مقطع كان هناك قرية صغيرة وكان بها امرأة أرملة ، مات زوجها ولديها ابنتان هما :علية والأخرى علوية ، وكان يعيش معهن كلب . كانت الأم تعطف عليهما وخاصة على الكبيرة . مرضت الأم مرضاً ليس له علاج ، فكان سببا في وفاتها وقبل أن تموت أوصت الكلب بابنتيها، فلما ماتت كان الكلب يجلب لهم الطعام والشراب والملبس، وكانت الابنة علوية تتساءل : كيف يكون باستطاعة الكلب ـ وهو حيوان لا يستطيع أن يتكلم ويفهم ـ أن يجلب لهما الطعام؟! وذات يوم قامت علوية بمراقبة الكلب دون أن يعلم وهو ذاهب ليجلب الطعام ، وبينما هي تراقبه، إذا به يقوم بسحب الصخرة وينزل تحتها في مغارة ، وعندما اقتربت منها علوية سمعت الكلب يتكلم، وتخاطبه امرأة وتقول له : يا مهنا يا مهنا وين رحت اليوم عنا، فرد الكلب قائلاً: بين علية وعلوية زينات المبسم سوية ، وعندما اكتشفت علوية الحقيقة وعرفت أن الكلب الذي يخدمها هو كلب جني سيطر عليها الخوف ورجعت في طريقها إلى البيت ، ولم تخبر أختها بالحقيقة . وبعد مرور الأيام، كانت علوية تلعب بالأرجوحة وتقول وتغني والكلب جالس عندها: يا مهنا يا مهنا وين رحت عنا بين علية وعلوية زينات المبسم سوية ، ولم تكن تعلم بوجود الكلب الذي غضب عندما سمعها تقول ذلك ، وقال لها : علوية علوية، ألحقت بي وعرفت السر؟! فقالت له توبة .. لن أكشف السر مرة أخرى، فغضب الكلب؛ ولف رجلها بلسانه؛ فتحولت رجلها إلى رجل حمار، وحملها إلى مكان بعيد ، ووضعها بمكان وضع مخلفات السكان ، وفجأة جاءت خادمة حاكم المدينة فلما رأتها قالت لها : أأنت من الأنس؟ فقالت: نعم ، أنا من أطيب الإنس، فلما خرجت من أكوام الزبالة ، ذهبت لوالدة الحاكم ، فلما رأتها السيدة قررت أن تزوجها لابنها من جمالها، فغارت نساء المدينة من هذه الفتاة التي لا يعرفن عنها شيئا، وكانت ماشطة شعرها صديقة النساء الحاسدات وكن يقلن لها : يجب أن تنظري لها جيداً، فقالت الماشطة: هي لم تقم من مكانها ولو مرة، فقلن للماشطة : يجب عليك إسقاط المشط لتقوم وتأتي به، فلما أسقطت الماشطة المشط قالت لعلوية : ناوليني المشط لأني لا أستطيع الوصول إليه ؛ فإني امرأة كبيرة بالسن ، فلما قامت رأت الماشطة رجلها التي تشبه إحداهما رجل حمار، فعلمت كل النساء اللاتي بالمدينة، فقررن أن يقمن بمسابقة ( أسرع امرأة ) فذهبن للحاكم وقلن : يجب أن تشارك زوجتك علوية في المسابقة فوافق ، وعندما علمت علوية بالأمر خافت، وفجأة جاءت أختها علية ومعها مهنا الذي تحول من كلب إلى رجل تزوج أختها علية ، فلحس ساقها فتحولت إلى ساقها الحقيقية ، وزينتها للمسابقة ففازت على نساء المدينة الحاسدات.
عنوان الكتاب
إبراهيم بشمي
شاهين معراج


كان يا ما كان – حكايات شعبية
قصص الأطفال