مقطع تتناول القصة الحديث عن فتى صغير اسمه "وليد"، وهو يكثر التساؤلات بينه وبين نفسه عن أمور تدور من حولنا، ولم يكن يشارك هذه التساؤلات مع شخص آخر حتى لا يعتقد الآخرون أنه غريب الأطوار، كما أنه أقر بعدم ضرورة التفاعل مع الآخرين إلا في أضيق الحدود، ففي الفصل سقط قلم زميله الذي أمامه في شق الأرض ولم يخبر زميله بسقوط قلمه، وإنما توجه وليد إلى موضع الشق ومد يده محاولا استرجاع القلم وإعادته إليه دون التحدث إلى زميله، وحين مد يده إلى الشق أحس بقوه رهيبة تجذبه للأسفل حتى شعر أنه باستطاعته أن يمر من خلال الشق، لكن اتضح أن جسم وليد يصغر حتى سقط داخله، فرأى قلما وممحاة يرتديان ملابس ملونة، ويرقصان على إيقاع يأتي من خلفه، ولم يصدق ما يراه، وحين التفت للتحقق من الصوت وجد قلما أسود يقفز على رأسه ليوفر لهم الإيقاع المناسب، وقال لوليد: "مرحبا بك في عالم المنسيين"، ولم يفهم وليد ما المقصد فأخذ القلم يفهمه بعدة طرق، وكان المقصد أن وليداً يعيش حياته كأنه ليس موجود، يراقب من الخارج دون مشاركة فيها أو تفاعل في أحداثها؛ لذلك اكتسب بجدارة حق الانضمام للفاقدين وجودهم، فأجابه وليد بأنه لا يصدقه ويريد الخروج من الشق، فقال له القلم: لا سبيل للخروج من هنا لمن فقد وجوده. أخذ وليد يجري إلى الشق يريد أن يخرج، فنظر إلى زملائه في الصف يمرون من فوقه كأن شيئا لم يحدث وأخذ ينادي: "النجدة.. أخرجوني". من دون استجابة، ثم مر أحد زملائه من جانب الشق، فلاحظ وليد شيئا غريبا، فعند الطرف السفلي لقميص زميله خيط يتدلى منه، فقال له القلم: من هذا الشخص؟ هل تعرفه؟ فقال وليد إنه يعرفه معرفة شخصية؛ فذات يوم وجد شخصا يتحرش فيه فقام بمساعدته على الوقوف وأعطاه شاله وربطه حول كاحله وقال له لو لم تمر بجانبي الآن كنت سأعاني من إصابات أخرى. وبعد الانتهاء من سرد حكايته مع زميله، رأى أن الخيط ازداد طولا فاكتشف أنه شاله، فقفز متعلقا حتى خرج من الشق وبيده قلم الرصاص، فتوجه إلى زميله ووضع القلم على طاولته فقال له زميله: شكرا جزيلا لك إلى أين ذهبت؟ كنت بجواري ثم اختفيت!! قبل أن يرد وليد بادر زميل آخر وقال: ما الذي تقصده؟ أنا لم ألحظ أنه اختفى.
عنوان الكتاب
مؤمن حلمي
روزاريا ايوريو


قصص الأطفال