مقطع تدور أحداث هذه القصة حول رد الجميل، حيث كان الفتى تامر ينظر إلى بعض الأولاد، وأحدهم يمسك قطة من رقبتها ليخنقها، وكانت المسكينة تصيح وتستغيث، وكان الطفل يحكم قبضته حول رقبتها، ويزيد من ضغطه عليها، وأحياناً يحملها من ذيلها، ويجعلها تتأرجح بين يديه، والقطة تستنجد. وكان هذا الطفل يقهقه بأعلى صوته مسروراً بما يفعله، وكان تامر هادئاً لا يريد أن يفعل شيئاً مضراً بزملائه، فكان أسلوب تعامله معهم أدبياً؛ لأنه يرى أن المشاجرة لا تجدي نفعاً. وتقدم تامر إلى الطفل، وطلب منه أن يكف عن أذى الحيوان، وأفهمه أن لهذه القطة فوائد في المنزل، وفي أي مكان وجدت فيه؛ فهي عدوة للفئران والحشرات الضارة فيه تقضي عليهم ولا تجعل لهم أثراً، وأن من الواجب أن يترك الإنسان الحيوانات وشأنها؛ لأنها ألفية وبالتالي لا تضر. ثم قال له: (ماذا تستفيد من تعذيبها بهذا الشكل، وهي عاجزة عن المقاومة، وبحاجة إلى رعاية.) وكانت القطة المسكينة تنظر إلى تامر لعله يخلصه من اليد القابضة عليها، وهنا رق الطفل وشكر تامراً على نصيحته الجيدة، واعترف بأن هذا فعلاً حيون لا يضر، وقال لتامر: (إنه لا يدري أن عمله هذا رديء، حيث أنه لم يسمع من أحد في البيت أو من أصدقائه ما سمعه منه.) وذات يوم قبل أن يأوي إلى النوم سعر تامر أنه يريد أن يشرب ماء، وعاد تامر إلى منزله الخارجي للمنزل فتذكر أن والده سيتأخر، وأن عليه أن يغلق الباب، وتقدم تامر ليغلق الباب، وفجأة لاحظ شيئاً ما أمام عينه، يا الله! إنه ثعبان، وكان طويلا فصرخ تامر فزعاً، وأخذ تامر يستغيث ويحاول أن يجد له مخرجاً من هذه المأزق، ولكن الطريق أمامه مسدودة. فهو لا يدري ماذا يفعل واضطربت أنفاسه، وكاد يغمي عليه، وبينما هو في فزعه، نظر حوله فإذا بالقط يمسك بذلك الثعبان بين أنيابه، وقد قضى عليه وبينما هو في فزعة نظر حوله فإذا بالقط يمسك بذلك الثعبان بين أنيابه، وقد قضى عليه. وقد عرف تامر أن هذا هو القط الذي أنقذه ذات يوم من ذلك الطفل، وقد امتلأ جسمه وأصبح في صحة جيدة، ونظر القط إلى تامر، وكأنه يقول له: (وإنني أرد لك الجميل، يا تامر.) وعاد تامر بعد أن أغلق الباب إلى غرفته يفكر كيف أن فعل الخير يُدَّخر لصاحبه، حتى يوفى له فتعلم درساً طيباً وقررَّ أن تكون حياته سلسلة من الأعمال الخيرية.
عنوان الكتاب
أحمد نجيب
أسامة أحمد نجيب


قصص الأطفال