مقطع كان يا ما كان في قديم الزمان فتاة يتيمة الأم ، عثرت أثناء لعبها في رمال الشاطئ على فص من الحجر الثمين ، فقامت بدفن الفص قرب البساتين ؛ خوفا من زوجة أبيها ، وصارت تسقيه بالماء كل يوم حتى نما الفص وكبر وأصبح بستانا كبيرا ، وفي كل يوم كانت تأتي عند باب البستان وتنادي: يا فصيص البستاني. فيرد عليها: نعم يا سيدة السيدات. فتقول له: افتح الباب أريد أن أدخل. فيرد عليها الفص: بالخير والسعادات. ثم تدخل وتتجول بين الأشجار والنخيل وتلعب وتأكل ثم تعود إلى المنزل، وكان الناس يتساءلون عن المكان. علم ابن السلطان بأمر هذه الفتاة فقرر أن يعرف سرها ؛ فتتبعها وهي لا تشعر ، ثم وقفت الفتاة أمام باب البستان وقالت نداءها المعهود ؛ فانفتح الباب ، ودخلت فانغلق الباب واختفت في داخله ، وبعد انتظار طويل خرجت الفتاة وابن السلطان يراقبها، قرر ابن السلطان أن يتزوج الفتاة الجميلة التي جذبته بجمالها وبسرّها الغامض ، وفعلا تزوجها ابن السلطان . وكانا يذهبان إلى البستان ويدخلانه معا، ويلعبان بين الأشجار والزهور ثم يعودان إلى القصر. دخلت الغيرة إلى قلب زوجة الأب وتمنت أن تكون ابنتها هي صاحبة البستان وليست ابنة زوجها، وذات مرة ، دعت زوجة الأب الفتاة لزيارتها ثم طلبت منها أن تمشط شعرها فوضعت الفتاة رأسها في حضن زوجة أبيها ؛ فتحولت الفتاة الجميلة إلى حمامة مسحورة ، ثم قامت زوجة الأب بوضع ابنتها مكان الفتاة بعد أن غيرت من شكلها القبيح إلى شكل الفتاة الجميلة ، وعلمتها كلمات سحرية لتفتح بها باب البستان ؛ فذهبت ابنة الزوجة البديلة وابن السلطان إلى البستان فقالت ابنة الزوجة: يا باب يا بستاني افتح لزوجة السلطان. لكن باب البستان لم ينفتح بل أغلق في وجهها، وفرت هي وابن السلطان . أحس ابن السلطان بالخديعة إذ كيف تقوم زوجته بإخفاء البستان عنه وتهرب منه ؟! فقام بسجن والد الصبية المسكينة وعلمت الحمامة بالأمر، فجاءت إلى طباخ ابن السلطان وقالت له: مبروك يا طباخنا. فرد الطباخ: نعم يا سيدي. فسألت الحمامة: كيف العجوز والحبس؟ فرد الطباخ: بالشر يا حمامة وفي اليوم الثاني جاءت الحمامة إلى الطباخ وقالت له نفس الكلام في المرة الأولى وأضافت له وقالت: يقول لك سيدك : زد ملح الأرز يا مبروك. وفي المرة الثالثة جاءت الحمامة إلى الطباخ وقالت له نفس كلام المرة الثانية ؛ فغضب ابن السلطان من الطباخ فرد الطباخ: إنها أوامرك يا سيدي. تساءل الأمير وعلم أن الحمامة البيضاء هي التي قالت للطباخ أن يزيد ملح الطعام، وأمر ابن السلطان الطباخ بالقبض على الحمامة ، فقبض مبروك على الحمامة وجاء بها إلى ابن السلطان، فتعجب ابن السلطان من أمر الحمامة فقد شاهد في رأسها إبراً مغروسة فأخذ ينزع هذه الإبر وعندما انتزع آخر إبرة عادت الحمامة إلى صورتها الأصليّة تلك الصبية الجميلة التي كانت ذات مرة زوجته ، فقصّت الفتاة عليه القصة ؛ فأطلق ابن السلطان والدها من السجن ، وألقى القبض على زوجة الأب وابنتها وأودعهما السجن .
عنوان الكتاب
إبراهيم بشمي
شاهين معراج


شعبي
كان يا ما كان – حكايات شعبية
قصص الأطفال