مقطع تقع أحداث القصة في مدينة الملاهي التي تخلو من الزوار؛ حيث توجد في مدخل قاعه المرايا مرآة مسطحة وضعت لتعكس صور الأشياء دون تغير، وذلك عكس فعل أخواتها الموجودات معها، لأنهن يعكسن صور الأشياء كما يحلو لهن، فمنهن المقعرات اللواتي يزدن الأجسام عرضا، ومنهن المحدبات اللواتي يصنعن استطالة لتبدو نحيلة على غير عادتها. وفي يوم شتوي ملبد بالغيوم فيه رياح شديده البرودة، كانت المرآة المسطحة مرتاحة البال على غير عادتها في يوم يخلو من الزوار، والذي أشاع في نفوس زميلاتها الكآبة؛ فتلك المرآه لا تشعر بالراحة إلا عندما تخلو القاعة من الزائرين، ومع مرور الوقت فقدت تلك المرآه الحزينة ثقتها بنفسها وكرهت أيام العطلات التي تثير لديها الغيرة والحسد من زميلاتها. وفي ذلك اليوم الشتوي البارد كانت هناك قطة برتقالية صغيرة، وكانت تتسكع في مدينه الملاهي تبحث عن بقايا الطعام لكن دون فائدة، لأن مدينة الملاهي تخلو من الزوار وصناديق القمامة نظيفة وخالية، تجولت القطة الصغيرة كثير تبحث فلم تجد حتى الحشرات من ديدان وخنافس تسد بها جوعها، قفزت القطة إلى سور مدينة الملاهي، وذلك لتمنح نفسها مجالا أوسع للرؤية علها ترى شيئا يتحرك هنا أو هناك، وبينما هي تنظر وقعت عينها على كلب ضخم بالقرب من البوابة الحديدية الضخمة، يأكل من طبق، أخذت تنظر إليه بحسد وتتمنى أن تكون مكانه لو للحظة، أعطى الكلب ظهره لبقايا الطعام وللبوابة الحديدة ظهره ورقد بعد أن تثاءب. عندها قررت القطة الوصول إلى طعام الكلب، ولكن وهي تقوم بمحاولتها هبت رياح فأسقطت اللافتة المعدنية التي ترحب بالزوار، ففتح الكلب عينيه على صوت القرقعة، ووقعت عيناه على اللصة الخائفة، فانطلقت القطه بخوف و بدأت المطاردة، ثم دخلت إلى قاعة المرايا من فتحة صغيرة لا يستطيع الكلب الدخول منها، وهي تمشي على مهل نظرت إلى اليمين فاطلقت صرخة رعب بعد أن رأت نمرا برتقاليا سمينا ينظر إليها، فقررت الهروب، وبعد لحظات فتحت عينيها ولم تجد أي أثر لهذا النمر، هدأت قليلا وسارت بعض خطوات أخرى لتجد فجأة على يسارها نمرا برتقاليا رفيعا بالغ الطول والشراسة، فذعرت منه، ولكنها تحركت بهدوء إلى يمينها وأخذت تسرع لتكتشف اختفاءه فجأة كما حدث لصاحبه السمين، وتكرر معها ذلك الأمر الغريب أكثر من مرة، وفي نهاية المطاف انتهت رحلتها عند مدخل قاعة المرايا المغلق عندما رأت أمامها قطة برتقالية لطيفة في مثل عمرها، وتشبهها تماما، فاقتربت منها بحذر وألصقت جسدها بصديقتها الجديدة، وأغمضت عينيها بعد شعورها بالحب والحنان، وفرحت المرآة المسطحة بتلك الصديقة التي جاءت لتجدد ثقتها بنفسها .
عنوان الكتاب
عمرو حسني
رشا منير


قصة المرآة المسطحة
قصص الأطفال