مقطع في يوم ما طلبت الحمامة من زوجها أن يساعدها في جمع القش ، لكي يبنيا عشاً لأولادهما الصغار ، وعندما ذهب الزوج يبحث عن القش عاد ومعه كيس من النقود ، فقال لزوجته : دعينا نأخذ النقود لأولادنا . رفضت الحمامة ذلك الأمر، وطلبت إليه أن يرده لأصحابه . ذهب الزوج لإعادة الكيس إلى صاحبه المجهول ، وأخذ يسأل الحيوانات من ديك وبط وأوز، والكل كان ينفي معرفته بالكيس أو حتى بصاحب الكيس، ثم قامت الحمامة بجمع الطيور كلها لتطرح عليهم فكرتها حيث قالت : لما لا نعمل بالنقود شيئاً ينفع الطيور كلها ؟ قالت الدجاجة : نشتري أرضا ونزرعها ونأكل من محصولها ، وقالت الأوزة : ولكن ، من يعلمنا الزراعة؟! واقترحت البطة بناء مستشفى لعلاج الطيور. الكل صاح : لا نعرف العلاج ، ولكن الحمامة أحسنت التفكير حيث قالت : الأفضل أن نبني مدرسة ونتعلم فيها الأشياء التي لا نعرفها ؛فوافق الكل على كلامها . تعاونت الطيور جميعها ، وبنت المدرسة ، واشترت الأدوات اللازمة ، وعينت الحمامة ناظرة المدرسة . قامت الحمامة بإحضار الببغاء وطلبت منه أن يعلم الطيور القراءة والكتابة ؛ لأنها فصيحة ، وطلبت من أبي قردان أن يعلم الطيور حرث الأرض وزرعها ؛ لأنه صديق الفلاح ، وكذلك طلبت الحمامة من البلبل أن يعلم الطيور الغناء ؛ لأن صوته جميل . وبذلك تعلمت الطيور أشياء كثيرة لم تكن تعرفها من قبل وعاشت في سعادة.
عنوان الكتاب
إبراهيم عزوز


مكتبة سمير للطفل
قصص الأطفال