مقطع كان هناك رجل اسمه "الحسن" في العراق، وقد سمى ابنه أيضا باسم "الحسن" فكان اسم الولد عجيبا، وقد كان هذا الولد ذكيا، ويحب القراءة والكتابة، وقد قرأ كُتبا كثيرة في مكتبة الخليفة "هارون الرشيد" عن جميع العلوم، ثم سمع عن أمير عنده كتب في الشام، فقرر السفر إلى هناك، ولما وصل استقبله الأمير وأكرمه وأعطاه المال، وقد كان قارئا لبيبا؛ فهو يفكر في كل ما يقرأه، ويبحث فيما قرأه، فدرس العين وعن أقوال العلماء فيها، وظل يقرأ حتى وصل عمره 63 سنة. أراد أن يقدم خدمة لمصر، فأرسل إلى الخليفة، يخبره أنه يستطيع حل مشكلة ماء النيل، الذي ينخفض في بعض شهور السنة، وفيها يتعثر الفلاحون. ولما حضر إلى مصر استقبله الأمير، ومن ثم سار الحسن لنهر النيل، ودرسه جيدا، وقام برحلة فيه، ولكنه اكتشف ــ بعد الرحلة ــ أنه لا يستطيع أن يحل هذه المشكلة؛ فخاف من الخليفة؛ لأنه كان عصبي المزاج، واعتذر له بعد ذلك، ولكن الخليفة لم يكن عصبي المزاج كعادته؛ فقَبَلَ عذره، وأعطاه وظيفة، فشغلته عن القراءة والتأليف؛ خوفا من عقاب الملك، وبعد انتهاء حكمه، عاد إلى التأليف والكتابة ونسخ الكتب مرة أخرى.
عنوان الكتاب
جميل يوسف
عادل البطراوي


العلوم في قصص وطرائف ونشاط
قصص الأطفال