مقطع خرجت فاطمة الفلاحة إلى زوجها شعبان وهي حزينة ، بسبب موت البقرة ، فقال لها شعبان إنه سوف يبيع الحمار ويشتري بقرة ليعيشوا على ألبانها فهي مصدر عيشهم ورزقهم. خرج شعبان برفقة ابنه حسن والحمار وذهبا إلى السوق، وقال حسن لوالده : إذا ركبنا الحمار ظهر عليه التعب ، ولم يدفع مشتريه ثمناً كبيراً له فسحباه ومشيا معه . وبالطريق رأتهم ثلاث تلميذات صغيرات فسخرن منهما لأنهما يجران الحمار ولا يركبانه ، وقال شعبان لولده اركب الحمار حتى لا ينتقدنا الناس . سمع حسن كلام أبيه وركب الحمار ، وكان شيوخ يجلسون بالطريق ، فلما رأوا شعبان وولده فوق الحمار تعجبوا وقال أحدهم بغضب إن الشبان لم يعودوا يحترمون الشيوخ كالسابق ، فخجل حسن من أبيه ونزل عن الحمار وركب الأب الحمار وهو يقول :لا يصح أن نفعل شيئا ينتقده الناس ، وصار الحمار يجري بسرعة وشعبان خائف من السقوط ، وكان هناك نسوة بأحد الحقول ، فلما رأوا شعبان يركب الحمار وحسن يجري بتعب وراءه قالت إحداهن : يا لها من قسوة ! كيف يكون هذا الرجل أباً لهذا الصبي المسكين؟! لو كان أباً صالحاً لجعله يركب معه ! سمع شعبان كلامهن فأوقف الحمار وأركب ابنه معه على الحمار ، فزاد حمل الحمار؛ فتعب ، ورآهم الشرطي وقال لهم: لابد أن الحمار مسروق بسبب عدم اهتمامكما به وبتعبه ؛ لم يفهم شعبان قصد الشرطي ، فقام وحمل الحمار بعد أن ربط رجله بحبل ووضع بالحبل عصا حمله هو وابنه وسارا . وأثناء الطريق تعرضا لقنطرة صغيرة ، ولما أرادا العبور وهما يحملان الحمار سقط الحمار في الماء وغرق . وهنا تأسف شعبان على حماره الذي خسره ؛ لأنه أراد أن يرضي الناس جميعاً وهذا مستحيل .
عنوان الكتاب
إبراهيم عزوز


قصص الأطفال
قصص الأطفال