مقطع يُحكى أن هناك طفلاً اسمه "شجاع" يسكن مع والديه في غابة الفراشات الجميلة خلف السد الكبير، فقصة هذا طفل قصة عادية كبقية قصص الأطفال الذين في عمره، ولكن الحقيقة أن أبويه مختلفان، فأمه غوريلا وأبوه فيل، فكيف يكون ذلك؟! فهو طفل لم يعرف لماذا حصل ذلك، فهو لا يذكر منذ ولادته أمه وأباه غير أن أمه غوريلا كانت تعتني به وتطعمه إذا جاع وإذا بكى غنت له، وكان أبوه يلعب معه ويحمله على ظهره ويسير به في الغابة وكان سعيدا، ولم يلاحظ يوما أنه لم يشابه والديه، وفي يوم ما تحدثت معلمته عن معنى العائلة، ووضعت صورة على جدار الفصل تتكون من عائلة أب وأم وأطفال، وأخبرته المعلمة أن كل طفل يشبه أمه وأباه، ولقد حيّر هذا الدرس الطفل لأن عائلته لا تشبه العائلة العادية. تغيرت أحوال الطفل شجاع، فأصبح لا يجلس مع والديه ولا يأكل معهما ولا يتحدث معهما، فأصبح مختلفا عنهما في كل شيء، في الوجه والشكل والتفكير، وعندما سأل أمه عن سبب هذا الاختلاف قالت ليس من الضروري أن تشبهني، فكان الطفل يخفي سره عن أصدقائه، فيقول لهم إنه يشبه أمه وأباه، ويشبه العائلة التي في الصورة، ولا يأتي أحد من أصدقائه بيت الطفل شجاع لكيلا تنكشف كذبته. مع مرور الأيام أصبح يخاف أن يكبر أنفه وأذنه مثل أبيه الفيل فيكتشف أصدقاؤه أن أباه فيل، وذراعه التي امتلأت بالشعر مثل أمه غوريلا، فوضع قبعة تخفي أذنه ووشاحا على وجهه وقميصا طويلا، وكان ذلك القميص يضايقه في الصيف، ولكنه تحمل لكيلا ينكشف. لاحظ الوالدان انطواءه، فحاولوا التحدث معه وسمع أمه الغوريلا تتحدث مع والده الفيل: إن ما يحدث له أمر طبيعي، سيعود قريبا، فقرر الطفل الهروب من الغابة، وترك العائلة الغريبة التي كانت لا تشبهه، وكانت خطته أن يهرب بعد انتهاء الدوام المدرسي، فانتظر الجرس، وقبل أن يدق الجرس بدقيقة سمع أصوات أطفال تصرخ: ( تحطم السد الكبير وانتشرت المياه في كل مكان وأوشك الجميع على الغرق) تعلق الجميع بأدراج الصفوف حتى لا يغرقوا، لقد كانت هناك مجموعة من حيوانات الغابة تركض باتجاه المدرسة، خاف الطفل أنها ستنقض عليهم، ولكن الحيوانات كانت تساعدهم وتسبح بهم إلى اليابسة، ثم رأى أمه غوريلا فوق ظهر أبيه يسرعان باتجاهه، شجاع أمسك يد أمه، فرفعته من المياه وأبوه حمله إلى اليابسة . بدت علامات الفرح على المعلمين والأطفال، ولكنه شعر بالخوف والإحراج لأنه أدرك أنه سوف ينكشف وسيعلمون أن أمه غوريلا وأباه فيل، فقرر أن يقف بعيداً عن والديه وينتظر مغادرة الجميع، فتفاجأ أن كل واحد من الأطفال ينادون الحيوانات أمي وأبي ويعانقونهم مثل ما كان يعانق الطفل شجاع والديه سابقا، فصديقه شادي أمه زرافة وأبوه كانغر، ومعلمة الفصل أيضا، ولم يشبه الأطفال آباءهم وأمهاتهم، فشعر الطفل شجاع بالحزن تجاه تصرفاته مع أمه وأبيه، وندم على ذلك وذهب إلى والديه فعانقهما واعتذر لهما، وكان والداه على يقين أنه سيعود إليهم، فأصبح حبه أكثر إليهم، ولم يخف عن أصدقائه، وملابسه التي كان يغطي بها تبرع بها، والآن يتبادل هو وأصدقاؤه الزيارات مع آبائهم وأمهاتهم، ولازال الأطفال والطفل شجاع لم يعرفوا سبب اختلافهم عن آبائهم وأمهاتهم.
عنوان الكتاب
نسيبة حسين العزيبي
عبد الرزاق الصالحاني


قصص الأطفال