مقطع كان هناك قرية تسمى قرية المغفلين لا يعيش فيها سوى المغفلين ولم تكن لديهم إلا ناقة واحدة يتنقلون عليها ويشربون حليبها وفي أحد الأيام قرروا اصطياد العين وهو أرنب يخافه هؤلاء المغفلين فذهبوا إلى الصحراء يبحثون عنه فلما وصلوا تذكروا أنهم لم يحضروا الطعام فنحروا ناقتهم الوحيدة وقرروا أن يتولى أحدهم الحراسة ؛ فتولى " محروس" هذه المهمة ، وأوصاهم أن يتركوا له كل شيء في الناقة ، لكنه نسي أن يوصيهم على الطحال، فلما ابتعد عنهم تذكره ، فنادى عليهم : " لا تنسوا الطحال" . فلما سمعوه ينادي ظنوا أنه رأى أصفر العين ؛ ففروا هاربين ، ولما رآهم هربوا ، ظن أن أصفر العين هاجمهم، وأخذ يركض حتى سقط وتلطخ بالدم ، فلما رأوا الدم ازدادوا هربا ، فلحقهم، وسألهم ، فأخبروه . ثم قرروا أخذ قسط من الراحة ؛ فناموا قرب بئر للماء ، ولما استيقظوا صباحاً أطلوا في البئر ـ وكان أحدهم يحمل كيس طحين ـ فرأوا رجلا في البئر يحمل كيس طحين (وهو صاحبهم) فظنوا أنه خبازا فنادوا عليه: هل أنت خبار؟ فرجع لهم صدى الصوت يقول : " خباز" ؛ فرموا له كيس الطحين، ثم نادوا عليه بعد برهة : " هل نضج الخبز" ؟ فرجع لهم الصدى : " نضج" ، فقالوا لأحدهم : انزل إلى البئر، وهات الخبز ؛ فسقط ومات ، ولما تأخر عليهم ظنوا أنه أكل الخبز، فلحقه الثاني وتأخر ، ثم الثالث... ولم يبق منهم سوى ثلاثة . وبينما هم عائدون إلى قريتهم رأوا غار ضبعة، فطلبا من محروس أن يدخل ليصطادها ويأكلوها فلما أدخل رأسه في الغار أكلت الضبعة رأسه ، ولما سحبه صديقاه وجداه بدون رأس فأخذا يتساءلان: هل لمحروس رأس أم لا ؟! وظلا يتساءلان حتى وصلا القرية ، فسألا أم محروس نفس السؤال ، فقالت لقد كان له رأس قبل الزواج، أما بعده فلا أدري ، سألوا زوجته : فلما سألوها ردت عليهم: كيف تسألون عن رأسه ؟! محروس له رأس وعيون كبار وأسنان كأنها فأس وبطن كأنها فنطاس ، ثم صرخت عليهم " آه ... هاتوا لي محروسا".
عنوان الكتاب
إبراهيم بشمي
شاهين معراج


شعبي
ماذا يقرأ أطفال العالم؟
قصص الأطفال