مقطع تحكي هذه الرواية حكاية رملة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس ، ، زعيم مكة وقائد المشركين. كانت زوجة لعبيد الله بن جحش ، حيث أسلم وأسلمت معه ، وهاجرت هي وزوجها إلى الحبشة خوفا من الإيذاء بسبب إسلامهما. ولدت ابنتها حبيبة؛ فدعيت أم حبيبة. ولقد ارتد زوجها عن الدين الإسلامي وحاول أن يردها كذلك عن دينها ، إلا إنها صبرت وثبتت على دينها ، وظل هو ضال حتى مات، وبقيت هي في الحبشة. وبعد أن انقضت عدتها جاءتها جارية وأعطتها رسالة النجاشي التي تبشرها بخطبتها للنبي، ففرحت وكافأت الجارية بسوارين من الفضة كانا بيديها، ووكلت خالد بن سعيد بن العاص في زواجها من النبي . أولم النجاشي للمسلمين بهذه المناسبة المباركة، وصارت أم حبيبة أما للمؤمنين. وعندما نقضت قريش عهد الحديبية ، اجتمعت لإرسال رسول إلى النبي  كي يفاوضه في تجديد الهدنة إلى عشر سنين، ولقد اختاروا( أبا رملة ) كي يكون رسولهم إلى النبي، رغم أنه كان العدو الأول لرسول الله وكان مشركا، إلا أن الرسول عليه الصلاة والسلام تزوج ابنته. خرج أبو سفيان بن حرب إلى المدينة، وخاف من لقاء النبي، فدخل على ابنته رملة زوجة الرسول  ، فوقعت رملة في حيرة، ولم تأذن له بالجلوس من شدة مفاجأتها بحضوره، فأراد أبو سفيان الجلوس على فراش النبي عليه الصلاة والسلام، فسارعت رملة وطوت الفراش عنه ، فسألها أبوها: أطويت الفراش رغبة بالفراش عني؟ فردت عليه : هو فراش رسول الله، وأنت رجل مشرك فلم أحب أن تجلس عليه؛ فغضب منها وخرج لملاقاة رسول الله وكلمه في عهد الحديبية، فلم يجبه بشي، وتوسل إليه فلم يفلح؛ فعاد أدراجه إلى مكة. علمت أم المؤمنين "رملة " بهذا الأمر، وبأن الرسول  يريد غزو مكة، فصارت في حيرة من أمرها ، ودعت الله أن يسلم أبوها كما أسلم غيره. تم النصر لرسول الله ، وكان أبو سفيان يريد مواقعة الرسول وتقدم عسكره، فحذره العباس بن عبد المطلب من ذلك ، وأركبه خلفه على فرسه ، وذهب به إلى رسول الله ، وبعد حديثه مع الرسول أعلن أبو سفيان إسلامه؛ ففرحت أم المؤمنين "رملة" بذلك، وصارت تفتخر بذلك أمام زوجات النبي عليه الصلاة والسلام . وقد روت رملة بنت أبي سفيان الحديث عن رسول الله، وبلغ ما روته عن النبي  خمسة وستين حديثا، وقبل وفاتها استدعت السيدة عائشة وأم سلمة قائلة لهما : قد يكون بيننا ما يكون بين الضرائر، فغفر الله ذلك كله وتجاوزه، وحللتكما من ذلك كله. صعدت روحها إلى بارئها، ودفنت في البقيع بالمدينة المنورة في عهد معاوية بن أبي سفيان سنة أربع وأربعين. رضي الله عن أم المؤمنين أم حبيبة وأرضاها!
عنوان الكتاب
أبو زياد محمد مصطفى
دينا عبد المتعال


القصص الدينية
نساء مؤمنات
أمهات المؤمنين
القصص الدينية
رملة بنت أبي سفيان
نبي الله محمد
السيرة النبوية
الأنبياء والرسل
زوجات الأنبياء