مقطع تحكي القصة أنه بعد أن خلق الله تعالى الأرض وما فيها من أنعام، وخلق السماوات والكواكب، خلق سبحانه الملائكة، بعد ذلك شاء أن يخلق ( آدم ) عليه السلام، فأخبر الملائكة بذلك، ولكن دهش الملائكة لذلك واعتقدوا أن الخلق الجديد سيسفك الدماء ويعيث في الأرض خرابا ودمارا، فكان الرد الإلهي عليهم أنكم لا تدرون أين تكمن المصلحة في هذا الحدث ولا تدركون شرف آدم أبي البشر وذريته، وبالفعل سوّى الله آدم من التراب ثم نفخ فيه من روحه فأصبح يتحرك ويشعر، وبعد خلقه علّمه الله أسماء المخلوقات كلها، ثم أمر الله الملائكة بالسجود لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى وتكبر وادعى أنه أفضل من آدم، لأنه مخلوق من نار بينما آدم خلق من تراب، وكانت نتيجة ذلك أن طرده الله من الجنة، وأخذ الله على نفسه عهدا أنه سيجعله وأتباعه من المطرودين من رحمته إلى يوم الدين. خلق الله تعالى لآدم زوجة من ضلع أعوج وأباح لهما كل ما في الجنة ما عدا شجرة، وأمرهما أن يمتثلا لأمر الله ولا يقربا تلك الشجرة. استغل إبليس تلك الفرصة فأخذ يوسوس لآدم وحواء بأن يأكلا من الشجرة التي حرمها الله عليهما وتظاهر لهما بالعطف والصدق والود، فوقع آدم وحواء في الفخ وأكلا من تلك الشجرة فكانت المعصية التي تستحق عقاب الله لهما، فطردهما من الجنة فشعر آدم وحواء بغلطتهما واستغفرا الله فسامحهما وتقبل الله ندمهم على الخطيئة، ووعدهما أن من أطاعه من ذريتهما فله الجنة، ومن عصاه فله النار، وهكذا عاش آدم وحواء على الأرض ورزقهما الله الأولاد، إذ كانت حواء كل مرة تلد ذكراً وأنثى، وأوحى الله إلى آدم بأن يزوج الذكر أخت الذكر الآخر، والعكس، وهداهم الله إلى الزراعة وتربية المواشي، وذات مرة أمر الله ولدي آدم ( هابيل وقابيل ) بأن يقدما قرباناً لله تعالى، فانطلق قابيل إلى أرضه وجاء بأسوأ المحاصيل وقربها، وانطلق هابيل إلى قطيع أغنامه وجاء بأسمنها وأحسنها، وانتظر الاثنان ومعهما والداهما، وشاء الله أن يتقبل قربان هابيل وذلك لإخلاصه وحسن عمله، بعد ذلك غضب قابيل من أخيه هابيل وثار عليه حقدا وحسدا وراح يتوعده بالقتل، بينما كان هابيل يحاول أن يفهم أخيه أن القتل لا يحل المشكلة، وكان ينظر له نظرة شفقة ورحمة، ولكن لم تنفع مع قابيل النصائح فأقدم على قتل أخيه ليكون هابيل أول شهيد على هذه الأرض، ويكون قابيل أول قاتل عليها، بعد ذلك احتار قابيل ماذا يفعل بعدما قتل أخاه، خصوصاً أن دماءه تسيل على الأرض، فشاء الله أن يعلم قابيل ومَن بعده من ذرية آدم درسا بليغا فأرسل غراباً يحمل جثة غراب آخر ثم وضعها على الأرض، وبدأ يحفر بمنقاره حفرة في الأرض، ثم وضع جثة الغراب فيها، وأهال عليها التراب، وعندئذ قام قابيل بدفن جثة أخيه هابيل.
عنوان الكتاب
خالدة حسن بركات


قصص الأنبياء المصورة
نبي الله آدم
الأنبياء والرسل
المعجزات
القصص الدينية
قصص القرآن