مقطع تتحدث القصة عن إحدى أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن- وهي (ماريا القبطية) فتاة مصرية ولدت في بلدة صغيرة من قرى صعيد مصر، تسمى الآن قرية (الشيخ عبادة)، وقد نشأت (ماريا) بين أب مصري مسيحي اسمه (شرمون) وأم رومية مسيحية، فجمعت بين جمال الرومان وجاذبية المصريات، وشاء لها الله أن تفارق مرتع صباها، وأن ترحل إلى قصر (المقوقس) مع أختها، وحينها وصل خطاب مبعوث الرسول محمد -0صلى الله عليه وسلم- إلى المقوقس بكتاب يدعوه إلى الإسلام هو ومن معه، فأبعث الملك مع المبعوث كتابا وهدايا قيِّمة للرسول منها جاريتان هما (ماريا) و(سيرين). لاحظ المبعوث أن الجاريتين لا تتوقفان عن البكاء، وراح يخفف عنهما ما يشعران به لفراق الوطن، وأخذ يحدثهم عن الرسول وكرمه، وعند وصولهم أهدى الرسول (سيرين) إلى حسان بن ثابت واستبقى لنفسه (ماريا). نعِمت (ماريا) بجوار النبي، وطابت لها الحياة، فكان يحدثها عن جدتها (هاجر) وقصتها مع النبي إبراهيم عليه السلام. وذات يوم أحست دبيبا في أحشائها، فأفضت بسرها إلى الرسول الذي سجد لله شاكرا، ولما وضعت (إبراهيم) وبشروا الرسول بذلك، أسرع إلى (ماريا) فهنأها بولدها وبحريتها التي جاءت معه، إلا أن فرحتها لم تكتمل فعندما بلغ إبراهيم عامين مرض وتوفي، فحزن الرسول حزنا شديدا، وقامت عيناه بالبكاء، وبعدها بعام انتقل الرسول إلى الرفيق الأعلى، وبعده بخمس سنوات انتقلت ماريا إلى الرفيق الأعلى.
عنوان الكتاب
علي عبد المنعم


أمهات المؤمنين
مارية القبطية
زوجات الأنبياء
الأنبياء والرسل
السيرة النبوية
نبي الله محمد
القصص الدينية