مقطع بعد أداء صلاة العصر جلس الشيخ كعادته؛ يعرض الدرس الأسبوعي الرابع ، والتف المصلون حوله، حيث قال: سأتحدث اليوم عن معجزة من معجزات الله لأنبيائه ، ألا وهي معجزة الناقة لنبيه صالح . إن هذه الناقة خلقت بعد بعثة صالحً عليه السلام برسالته إلى قومه ثمود، الذين أورثهم الله الأرض بعد قوم عاد فعمروها، ونحتوا فيها من الجبال بيوتاً! وكان قوم ثمود أصحاب غنى وقوة وعناد؛ فأفسدوا في الأرض؛ فأراد الله ـ سبحانه وتعالى ـ الهداية لهم؛ فأرسل لهم نبي الله صالح، الذي كان يتميز بالحكمة ورجاحة العقل والنسب الكريم وكان أكثرهم صلاحاً. وعندما ذهب إليهم ليدعوهم إلى العودة إلى الله، لم يهتموا بحديثه ، ولم يستجيبوا لنصائحه ، بل سخروا وزادوا من سخريتهم! فلما رأى قوم ثمود الناس من كل القبائل تلتف حول صالح، اشترطوا ـ للإيمان به ـ أن تكون له معجزة من بين الصخور؛ تعجيزا له ، ولكنه دعا ربه لعلها تكون سببا في هدايتهم. وبعد خروج الناقة من الصخور، التف حوله الفقراء وابتعد عنه الأغنياء، وقرروا أن يؤذوا الناقة ! كانت الناقة تشرب يوماً، والقوم يشربون يوماً أخر.وبعدما ولدت الناقة؛ طلب القوم لبنها، فكانت ترضع وليدها يوماً ويشرب القوم لبنها يوماً آخر. وبعد تلك النعم والمعجزات، انضم الفقراء إلى صالح، وبعُد الأغنياء، وقرروا قتل الناقة ـ رغم تحذير نبي الله صالح لهم بنزول أشد العقاب عليهم ـ ولكنهم تجمعوا في عصبة ـ بعد مداولة بين قتل وذبح أو تركها؛ خوفاً من عقاب الله ـ وقرروا قتلها، فقتلوها ! وأخذوا يستهزئون ويقولون لنبي الله صالح : أين عذاب الله ؟ فأمهلهم الله ثلاثة أيام للتوبة والإنابة، ولكنهم لم يسمعوا؛ فنزل العذاب عليهم ؛ فدمرهم ! فنظر نبي الله صالح إلى قومه وتأسف على هلاكهم، وأخذ يقول قول الله سبحانه وتعالى: "يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربى ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين".
عنوان الكتاب
أبو زياد محمد مصطفى
وسام فتحي


من معجزات الله لأنبيائه
المعجزات
نبي الله صالح
قصص القرآن
الأنبياء والرسل
ناقة صالح
الحيوانات في القرآن
القصص الدينية