مقطع توظف الكاتبة في هذه القصة مجموعة من الأحداث والشخصيات لتقدم معلومات عن نبي الله (يوسف) -عليه السلام-؛ فتذكر أن فاطمة دخلت المنزل وهي فرحة، وقالت لأهلها إنها تفوقت على زميلاتها في الرسم، فهنأها أهلها بذلك. انشغل الجميع بفاطمة، ونسوا جعفراً الذي تفوق في الرياضة قبل أسبوعين، ولم يجد اهتماماً من أهله. لم يقل جعفر شيئاً، فقد اكتفى بنظراته التي تعبر عن الغيرة والضيق عندما قدم الأب لفاطمة مجموعة من القصص، وقدمت الأم دمية رائعة، والجدة كانت تعد لها الحلوى. حاول جعفر أن يطرد الغيرة من نفسه، ولكنه لم يستطع. مرت السهرة على خير، وعندما ذهبت فاطمة إلى غرفتها وجدت دميتها ملقاة على الأرض، ودفتر الرسم ممزق. ذهبت فاطمة إلى جدتها وهي تبكي وشرحت لها الموضوع فنظرت إلى جعفر، فبدأ في البكاء بحرقة وألم، فسألته جدته عن سبب هذا التصرف. فقال لها جعفر: إنه شعر بالغيرة؛ لأن والديه لم يفعلا له شيئاً عندما فاز بمسابقة الرياضة. فقالت له الجدة: إن من عادتك أن تفوز دائما في فصلك في مجال الرياضة، وقد حضر والداك تكريمك، واشتريا لك دراجتك الزرقاء. أحس جعفر بالألم لما فعله، فقالت له جدته: ما ذنب أختك لكي تعبث في أغراضها؟! فقال لها: إنه الشيطان، قد وسوس لي. فقالت له جدته: ما كان عليك أن تطيعه، والآن، عليك أن تعتذر من أختك، فاعتذر جعفر من أخته. سردت لهم الجدة قصة نبينا يوسف - عليه السلام - ، فقد كان يوسف متعلق بأبيه منذ صغره حتى آثره أبوه على أخوته الباقين؛ إذ كان جميل الصورة، وكان ذلك يغيظ أخوته. وفي يوم من الأيام حلم يوسف بأن أحد عشر كوكبا والشمس والقمر ساجدون له، وذكر لأبيه ذلك الحلم. فهم أبوه يعقوب معنى الحلم، وأحس أنه سوف يكون له شأن عظيم في المستقبل، ولم يقل لأحد من إخوته هذا الحلم حتى لا يثير الغيرة ، فقد كان إخوة يوسف يكيدون له، وطلبوا من أبيهم أن يجعل يوسف يذهب معهم بقطعانهم كي يفرح ويلعب، فخاف الأب على ابنه من أن يأكله الذئب، فتوددوا إليه إلا أنه وافق على ذلك في النهاية، ووعدوا أباهم أنهم سيحافظون على أخيهم. وفي البرية اجتمع إخوة يوسف عليه، فقيدوه، وأخذوا قميصه، وألقوا بأخيهم في البئر، فأخذ يوسف يدعو ربه في البئر كي ينجيه، فلم يمض وقت طويل إلا ومرت قافلة مصرية، أخذ أحد رجالها يجلب الماء، فتعلق يوسف بالحبل، وخرج للناس فباعه هذا الشخص للتجار. رحل يوسف مع التجار، أما إخوته فقد أخبروا أباهم أن الذئب قد أكل يوسف، وقد لطخوا قميص يوسف بدم جدي، فلم يقتنع أباهم بذلك كيف يأكله الذئب، ولم يمزق قميصه. عاش الأب في حزن طويل وبكاء مرير، فيما كان يوسف يعيش في بيت حاكم مصر. وفي يوم من الأيام رأته امرأة الحاكم، فعشقته، وأخذت تلاحقه، وراح هو يجري أمامها، وتمسكت بقميصه من الخلف، فمزقته وكان عند الباب زوجها، وشاهد المنظر الأخير، فادعت أن يوسف يريدها بسوء، فنطق يوسف، وقال: بل هي من أرادتني بسوء، وكان القميص قد مزق من الخلف، وهذا يثبت كلام سيدنا يوسف، وعرف الحاكم ذلك، وشاع ذلك بين النساء، فقامت امرأة الحاكم بدعوة النساء، وقدمت لكل واحدة منهن سكينة وليمونة، وطلبت من يوسف أن يخرج إليهن، فقطعن أيديهن من جمال يوسف، ولم يحسسن بالألم. حينذاك اعترفت زوجة الحاكم بما فعلته، وأصرت عليه، وهددت يوسف بالسجن إن لم يطاوعها، فدعا يوسف ربه كي ينقذه من كيد النسوة، أمرت المرأة بسجنه. وقد كان سيدنا يوسف عالما بتفسير الأحلام، فقد تعرف على السجناء معه في السجن، وفسر لهم أحلامهم وتمنى يوسف من الرجل الناجي من السجن أن يذكره للملك لكي يخرج منه. حلم ذات يوم الملك بسبع بقرات جميلات طالعة من النهر، ترعى في بستان أخضر، ثم جاءت سبع بقرات قبيحات وخرجت من النهر، وأكلت البقرات السمان، ثم حلم بسبعة سنابل خضر خلفها سبع سنابل يابسات أكلتها أيضا. سمع الملك بسيدنا يوسف، وعلم أنه يفسر الأحلام، فأرسل الملك إليه، وفسر حلمه وقال له: سيأتي على مصر سبع سنوات خصبة، وبعدها سبع سنوات مجدبة، ونصح الناس بأن يستعدوا للادخار للسنوات المجدبة. سر الملك من يوسف، وحقق في أمر دخوله السجن، وتأكد من برأته، واعترفت الزوجة بما فعلته، وقد سلم الملك لسيدنا يوسف خزائن المال. وفي أيام القحط راح الناس يقصدون مصر، ومن بين هؤلاء إخوة يوسف فعرفهم يوسف فطلب منهم أن يأتوا بأخيه بنامين، وعندما جلب إخوته بنيامين، أخبره بأنه أخوه يوسف كي لا يخاف مما سيحدث، ودس في متاعهم مكيالا من الذهب. استوقفهم الحارس مطالبا لهم بهذا المكيال، وقد أنكروا ذلك الفعل، وبعد أن وجده في متاعهم، طلب معاقبة من وجد في متاعه ووضعه في السجن، فرجعوا إلى أبيهم من غير بنيامين. ولكنه لم يفقد ثقته بالله، وإنما أرسلهم من جديد إلى مصر كي يطلبوا منهم بعض الطعام، حينها أخبرهم يوسف أنه أخاهم، فاستغفروا الله على ما فعلوا، ثم أعطى إخوته قميصاً كي يلقوه على وجه أبيهم. وعندما فعلوا ذلك رد بصر أبيهم الذي كان قد فقده، وعندما جلبوا أباهم معهم خروا جميعا ساجدين له.
عنوان الكتاب
أمل طنانه
سعيد عبد الساتر


قصص الأنبياء
قصص القرآن
الأنبياء والرسل
نبي الله يوسف
ذئب يوسف
الحيوانات في القرآن
المعجزات
القصص الدينية
نبي الله يعقوب