مقطع هي عائشة بنت أبي بكر الصديق ، أمها أم الرومان بنت عامر، ولدت بعد بعثة النبي بأربع أو خمس سنين ، وتزوجها في سن السابعة ، ودخل بها في سن التاسعة ، ولم يتزوج النبي بكرا غيرها، وكانت أحب نسائه له. توفيت في السابع عشر رمضان، ودفنت بالبقيع . وبعد وفاة السيدة خديجة لم يرد الرسول أن يتزوج بعدها إلى أن ذكرت له السيدة عائشة ، فارتاح قلبه لها لأنها تزيد الصلة بينه وبين أحب الناس له أبو بكر. ذهبت خولة إلى أبي بكر وأخبرته بطلب الرسول لابنته، وكان أبو بكر قد وعد المطعم بزواج عائشة لابنه، وكانت زوجة المطعم مشركة ، فخشيت على ابنها من أن يدخل في الإسلام بعد زواجه من بنت أبي بكر وكذلك أبو مطعم ؛ فرح أبو بكر بذلك وشعر بأنه خلاص له من وعده لأبي مطعم، ومن ثم تزوج الرسول عائشة ولم يدخل بها مراعاة منه لصغر سنها، إلى أن هاجر إلى المدينة ، وأتم زواجه بها . كان يشغلها عدم إنجابها من الرسول كما أنجبت خديجة؛ فأخذت ابن أختها لتربيه. كانت تغير على الرسول غيرة شديدة ، خاصة أنها البكر الوحيدة بين نسائه ، وأنها بنت أحب الناس إليه . كان الرسول يعطف عليهن إلى أن اجتمعن عليه فاعتزلهن الرسول حتى قيل إنه طلقهن، ولم يجرؤ على مخاطبته إلا عمر بن الخطاب ،وذكر ذلك في سوره التحريم، وانتهت عزلة الرسول لهن . كانت أول من مر عليها الرسول واستعدت له واستقبلته وأرضته، وحين ذهب النبي لغزو بني قينقاع أقرع بين زوجاته، فكانت السيدة عائشة من خرجت معه . وفي الليل ذهبت لتقضي حاجتها دون أن تخبر أحدا، وإذ بمنادي ينادي بالرحيل، فرحلوا ونسوها ولم ينتبه أحد لها إلى أن وصلوا ولم يجدوها وظلوا حائرين، إلى أن رأوا بعيرا عليه السيدة عائشة ويقوده حقوان ابن المعطل ، فنزلت وحدثت الرسول بما جرى معها، وذهبت إلى فراشها ونامت، ولكن الحاقدين لم يتركوها واتهموها بالفاحشة! وانتشر الخبر بالمدينة ولم يكلمها أحد، إلى أن أنزل الله قرآنا ببراءتها مما نسب إليها .
عنوان الكتاب
أبو زياد محمد مصطفى
دينا عبد المتعال


نساء مؤمنات
أمهات المؤمنين
القصص الدينية
عائشة بنت أبي بكر
زوجات الأنبياء
نبي الله محمد
السيرة النبوية