مقطع تتحدث القصة عن جد يغتنم الفرص والمناسبات ليحكي لأحفاده قصصاً عن آل البيت وسير الصحابة رضوان الله عليهم. فيتناول الحديث عن (علي بن أبي طالب) رضي الله عنه، والذي ولد سنة ثلاثة وعشرين قبل الهجرة لأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم، وأبيه أبي طالب. ولما كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - في عنفوان شبابه بين الثلاثين والأربعين من عمره، وفي هذا الوقت أصابت مكة سنوات عجاف؛ فأراد الرسول التخفيف عن عمه لكثرة أولاده؛ فطلب منه ضم علي إلى أسرته. وهكذا تربى علي في حجر الرسول الكريم، وتشرب من صغره الآداب وحسن الخلق، وفي التاسعة من عمره دخل علي - رضي الله عنه - في الإسلام فنشأ منذ طفولته مسلما، ولم يسجد لصنم قط؛ فكرّم الله وجهه. كانت بداية إسلامه في السر، ثم أعلن إسلامه، وبدأت بعدها مرحلة التعذيب والإيذاء على يد كفار قريش؛ حيث قاطعوا بني هاشم وبني المطلب، ومنعوا المبايعة فيما بينهم، وظلوا محاصرين لهم ثلاثة أعوام قاسوا فيها الجوع والتعب، وما إن خرجوا من هذا الحصار حتى توفي أبو طالب؛ فازداد تعذيب الكفار له، ولكنه صبر وتحمل وبقي مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - في مكة، وحل محله حينما حاول المشركون قتله في بيته، ونام في فراشه بلا خوف ولا رهبة، ثم ردّ الودائع إلى أهلها، ولحق بالنبي في المدينة، وشهد معه كل المشاهد، وشارك بها جميعا عدا تبوك، وقد ظل ملازما لرسول الله حتى مرضه الأخير، ولم يفارقه لحظة حتى توفاه الله تعالى. قام علي - رضي الله عنه - بعد رسول الله بدور المستشار للخلفاء حتى تمت مبايعته بعد استشهاد عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وقد تزوج علي من السيدة (فاطمة) بنت رسول الله، وهو لم يتجاوز الخامسة والعشرين وعنده من الأبناء (الحسن) و(الحسين) و(زينب) و(أم كلثوم). وقد استقر في الكوفة بعد توليه الخلافة حتى تم اغتياله عند خروجه لصلاة فجر يوم جمعة على يد عبد الرحمن ابن ملجم، واستشهد بعدها بثلاثة أيام، وله من العمر ثلاثة وستون عاما، وقد دامت خلافته خمس سنين تقريبا قضاها في نشر الإسلام والخير والحكمة.
عنوان الكتاب
سليم شبعانية


نور الإيمان والهداية (شخصيات آل البيت للأطفال)
علي بن أبي طالب
الصحابة والتابعون
السيرة النبوية
نبي الله محمد
القصص الدينية