مقطع تحكي القصة أنه في بلاد العراق عاش الناس تحت ظلم ملكهم "النمرود" الذي ادعى الألوهية، إذ عاث في الأرض فسادا، فظلم العباد وأذلهم، وانتشرت بين الناس في ذلك الحين صناعة التماثيل والأصنام لدرجة عجيبة، وشاء الله أن يولد ولد يقال له "إبراهيم" كان يتسم بالذكاء منذ صغره، وعندما ترعرع وكبر بدأ يسأل عن تلك الأصنام التي قال ( إنها لا تنفع ولا تضر ولا تعطي ولا ترزق ) وقد كان بداية الأمر الخلاف الذي دب بين إبراهيم وعمه "آزر"، إذ كان يرى عمه يصنع الأصنام ويبيعها، واختار الله إبراهيم لحمل الرسالة، فأوحى إليه وأنزل عليه صحفا مطهرة، وأمره بتبليغ ذلك لقومه. بدأ إبراهيم - عليه السلام - بتبليغ عمه آزر دعوة الله تعالى، ولكن كيف للعم المستفيد من عبادة الناس للأصنام أن يسمع لابن أخيه إبراهيم، وقد قدم إبراهيم صحفاً وأدلة لعمه، فأخبر عمه أن الأصنام ما هي إلا تراث كان عليه الآباء والأجداد، وكانت نتيجة الحوار بينهما أن هدد آزر ابن أخيه بالرجم والطرد، بينما كان إبراهيم مُصرا على الاستغفار والدعوة باللين واللطف، وعاد إبراهيم لمحاورة قومه، فقدم لعمه الأدلة ولكن دون أي جدوى، فسأل عمه: هل تلك الأصنام تسمع له؟ أو هل هي تجلب الضرر والنفع؟ ولكن عندما تأكد وأيقن أن اعتقاداتهم الباطلة لن تتغير أراد أن يريهم بشكل عملي بطلان زعمهم، فعمد إلى معبد كبير لهم، وحاول أن يتكلم مع الأصنام لعلها تنطق، ولكن كيف لحجر أن ينطق، ثم ذهب وأخذ الفأس وحطم الأصنام كلها ووضع الفأس على كتف كبيرهم، وفي الصباح اليوم التالي ذهل الناس مما رأوه في المعبد ومما حل بأصنامهم، فقالوا جميعهم لابد أن من فعل ذلك هو إبراهيم، وجاءوا به إلى المعبد ووجهوا التهم إليه، فقال لهم: لا ( بل من فعل ذلك هو كبير آلهتكم وإن لم تصدقوا فسألوهم )، فقالوا: كيف نسأل حجارة لا تنطق ولا تعقل؟ فقال لهم: ( إذاً كيف تعبدونها من دون الله وهي كما تقولون )، فقالوا لابد أن نعاقب إبراهيم، فألقوه في النار، ولكن الله أمر النار أن تكون برداً وسلاماً على إبراهيم، ثم رزقه الله بإسماعيل وإسحاق وجعل في ذريته النبوة، وأوكل إليه بناء الكعبة وجعل ملته الحنفية السمحة، وأمر الله الناس باتباع ملته عليه السلام.
عنوان الكتاب
خالدة حسن بركات


قصص الأنبياء المصورة
نبي الله إسماعيل
نبي الله إبراهيم
الأنبياء والرسل
المعجزات
القصص الدينية
قصص القرآن
الكعبة الشريفة
نار إبراهيم
كبش إسماعيل
الحيوانات في القرآن