مقطع تذكر القصة أنه في بني إسرائيل وقبل بعثة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ابتلى الله ثلاثة رجال بثلاث آفات مختلفة؛ الأول استيقظ ذات صباح، ووجد جلده خشنا صحيحا وذا لون أبيض باهت؛ فتحاشاه الناس، ونفروا منه. وأما الثاني فقد أصبح ووجد نفسه أقرع بسبب مرض خطير أصاب فروه رأسه؛ فصار الناس يتحاشونه حتى لا يصيبهم ما أصابه، فعاش في عزلة عن الناس. وأما الثالث وجد نفسه ذات صباح أعمى يحتاج من يقوده في ذهابه وإيابه، وساءت حالته النفسية، وأصبح يعيش وحيدا. أراد الله تعالى أن يختبرهم؛ فأرسل لكل منهم ملكا في صورة رجل، وسأله: ما هي أمنيتك؟ فأجاب: منذ أصبت بالبرص ولي أمنية واحدة وهي أن يزول مرضي وأعود للاختلاط بالناس. فقال الملك: باسم الله الشافي، ومر بيده على الرجل فزال برصه، وسأله: أي أنواع الأموال تفضل؟ قال: أحب الإبل. فأعطاه ناقة عشراء (حامل). وذهب إلى الأقرع ومثل الأول مر بيده عليه وشفاه الله، وسأله عن أحب الأموال عنده فأجاب: أحب الأبقار. فأعطاه بقرة عشراء. وذهب إلى الأعمى ومسح عليه بيده وردّ الله بصره إليه وسأله عن أي الأموال يفضل فأجاب: الغنم. عاد الثلاثة إلى حياتهم الطبيعية، ورزقهم الله أموالا كثيرة؛ فأصبح للأول واديا مليئا بالإبل، والثاني بالبقر والثالث بالغنم. وأراد الله أن يختبر الثلاثة مرة ثانية؛ فأرسل الملك للأبرص على هيئة رجل فقير، وقال له: كنت مسافرا وماتت دابتي، بحق من شافاك من مرضك وأغناك بعد فقرك أن تعطيني ما يوصلني إلى بلدي. فقال الأبرص بغطرسة: لقد ورثت المال عن آبائي، ولم يعطني أحد شيئا. قال الملك: إن كنت كاذبا فليعيدك الله إلى ما كنت عليه. ثم ذهب للأقرع وحدث مثل الذي حدث مع الأبرص، ثم ذهب إلى الأعمى وسأله فأجابه قائلا: خذ ما شئت من غنمي. فأجابه الملك: بارك الله لك في مالك لقد نجحت في الاختبار، وما أن انصرف حتى عاد البرص والفقر للأبرص وللأقرع، وزاد الأعمى غنى.
عنوان الكتاب
عبد الحميد عبد المقصود


قصص من وحي الحديث الشريف
القصص الدينية
المرض - قصص الأطفال
الصبر - قصص الأطفال