مقطع تدور أحداث القصة حول شيخ متزوج من فترة طويلة، لكنه لم يرزق من زوجته بأولاد؛ فأخذت الزوجة تدعو وتصلي ولم تستجب لها السماء؛ فأظلمت الدنيا في وجهها، على الرغم من غناها وثرائها. وذات يوم كانت تقف بجانب بئر ومعها شقيقة زوجها، وأخذت تدعو الله أن يمنحها طفلا، ونذرت أن تملأ بالزبد خزان الماء بجوار البئر، إذا تحقق لها ما تتمناه، وتجعله للفقراء، يأخذون منه ما يريدون. وبعد أيام قليلة أصبحت زوجة الشيخ حاملا، وشعرت بالفرح والسعادة. ولما وضعت طفلها الجميل، غفلت عن نذرها، وتناقل الناس أخبار الوليد، الذي راح يكبر يوما بعد يوم، وكان رائعا عاقلا، يحبه كل من يراه. وذات يوم، كان الولد يلعب مع أصدقائه، فإذا بصوت يترامى إلى أذنيه يهتف ويقول: قل لوالدتك أن تفي بنذرها. خاف الصغير، وذهب لأمه وأخبرها بما سمع، فقالت الأم: لقد نسيت، وما أنساني إلا الشيطان! وبعد ذلك أوفت الأم بنذرها، وملأت الحوض بالزبد، وما هي إلا لحظات حتى فرغ الحوض ؛ بسبب إقبال عدد كبير من الناس عليه، وجاءت عجوز تبحث، فلم تجد شيئا سوى بقايا الزبد في قاع الحوض، وأرادت جمعها فمنعها الصبي قائلا: لماذا لم تأتي مع الناس وتأخذي ما تريدين؟ فأجابت: والله ما دمت قد حرمتني، أسأل الله أن يحرمك لقاء "أترهاجا بنت تارانجان" فقال الصبي: أستحلفك يا خالة أن تخبريني من هي أترهاجا؟ ووعدها بإناء كبير من الزبد واستجابت قائلة: إن عليك الذهاب إلى بلدة بعيدة، فسوف تجد مساحة كبيرة من الأرض، حولها سور، وبداخلها ما تريد. وأعطاها الفتى إناء كبيرا من الزبد، وذهب واستأذن أمه، فأذنت له، فسار مسافة طويلة، حتى وصل ووجد سورا، فتسلق السور ودخل ،ولم يجد أي شيء داخل السور، سوى شجرة كبيرة فيها ثمرات ضخمة، وأخذ الفتى من هذه الثمرات، وأثناء قيامه بفتح ثمرة، إذا بداخلها فتاة جميلة تسأله الماء، فقال الفتى لها: ليس معي ما تطلبين. فتذبل وتموت! وتكرر الأمر مع كل ثمرة، حتى بقيت معه ثمرة واحدة، فعزم ألا يفتحها حتى يصل إلى بئر أبيه، فلما اقترب من البئر فتحها، وإذا بالفتاة تسأله الماء فقال لها: الماء قريب منا. وعندما وصل البئر وشربت، أمرها بالجلوس على الشجرة، فذهب لأهله وأخبرهم أنه يريد الزواج؛ ففرحوا، فقال: جهزوا الطبول والطعام، وادعوا الناس لحفلة الزفاف. فلما جاء الليل، أمر الخدم بأن يجلبوا له زوجته من على الشجرة التي على البئر، لكنهم أتوا بواحدة غير الفتاة الجميلة، ولما رآها الفتى استغرب وغضب وانهار، ومرض بعد ذلك، حتى جاءته العجوز ومعها الفتاة فيما بع،د وعرف حقيقة الأمر، وما فعلته الخادمة بالفتاة الجميلة.
عنوان الكتاب
عبد التواب يوسف
محمد قطب


واقعي
حكايات شعبية عربية (8)
الصبر - قصص الأطفال
الإخلاص - قصص الأطفال
الوفاء بالوعد - قصص الأطفال